[د. رجاء بنحيدا]

في بعض الأحيان نشتاق للطفل الموجود في داخلنا ، نشتاق لأيام الطفولة ، للبراءة ، للعفوية في تصرفاتنا ، لعدم المبالاة بأفعالنا من طرف الآخر بحكم أننا لا نملك عقلا ناضجا ، ونحتاج للحرية حتى تكتمل شخصيتنا.
أشتاق لأيام ولت ومضت وتركت بصمة واضحة في تكوين شخصيتي ، وقراراتي فيما بعد ، أحتاج للحظة من تلك اللحظات المهووسة بالجنون والضحك وعدم التفكير والاندفاع .. الخطر ،
أحن لدميتي .. بفستانها الأبيض وشعرها الأشقر ، أحن كذلك لدراجة أخي التي حملتني لأكتشف الحي المجاور لحينا ، أشتاق لصديقاتي وجيراني ولأيام .. كانت أحلى وأجمل .. ربما لأني كنت لا أعير للدنيا اهتماما وكان جل همي هو .. اليوم الذي أضحك وألعب فيه بمفردي أو مع صديقاتي ...
يا لتلك الأيام الرائعة الجميلة الهادئة .!!. أحن إليها ، وأتمنى لو لحظة من تلك اللحظات تعود وتحملني إلى ... الماضي الجميل ، والزمن الرائع ،
زمن البراءة والصدق والحب الصادق الجميل والصداقة الطاهرة .. والمجازفة والاندفاعية
والمغامرة زمن إخفاء المشاعر وعدم البوح بها والاحتفاظ بها كأنها سرّ كبير ، نعم ، حيث يظل هذا السرّ ُيلازمنا نحتفظ به كأنه جوهرة مكنونة نتفحصها من حين لآخر ، نتفحص لمعانها ووجوهنا في ضياءها اللامع البراق ، لنتأكد من ذواتنا التي تغيب عنا .. في زحمة الحياة .