بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على خير الخلق سيدنا محمد
قبرٌ , أرضه من ترابٍ و حصى بنيناه و ميتاً من سريره الوثير على عَجَلٍ حملناه و في ظلمة القبر مددناه و باباً عليه قد أوصدناه و التراب عليه أهلناه و وحيداً في فلاة تركناه و لدنيانا غادرناه , فيا حسرة عليك أيها الغافل عن أخراه تعال إلى حديثٍ عن المـوت و ذكراه فربما رق قلبك و هيأت عملاً لآخرتك ترضاه .
أيها المغرور بدنياه , اعلم أن أحبابك يوماً من بيتك سيأخذوك و من عَلٍ سينزلوك و في القبر و ظلمته سيضعوك و يتركوك و بعد أيام سوف ينسوك و لن يتذكروك و مالِكَ سيأخذون و لن يعطوك و بالزاد لن يزودوك و إن تنادِ أو تصرخ لن يسمعوك أو يلبوك و إن تظمأ أو تَجُع لن يسقوك أو يطعموك و إن تتوسل أو تبكِ لن يغيثوك أو يسعدوك .
أخي المسلم : موت إنسانٍ بعيد قد لا يهز فيك شعرة بينما موت إنسان قريب قد يجعلك عالماً حكيماً , و قراءة مجلدٍ عن المـوت قد لا يقربك من الله عزوجل خطوة بينما توسيدك لإنسانٍ عزيزٍ عليك في القبر قد يجعلك تقياً زاهداً .
أخي المسلم : اجعل أحب ساعة في دنياك ساعة موتك , ساعة تفر فيها من الدنيـا و أتراحها إلى الآخـرة و أفراحها , ساعة تخرج فيها من سجن الدنيـا إلى سعة الآخـرة .
الكاتب : د.محمد رأفت أحمد عثمان/دمشق – آخر تعديل 27 آب 2014