[رشيد الميموني]

حوريتي .. أنت

الأصيل ..
وهل كان للأصيل بهاء
منذ الأزل .. إلى الأبد ؟
وهل كان لشمسه ضياء
يحاكي قبل اليوم
هذا الضياء ؟
وأين كان للسماء صفاء
وزرقة ونقاء
قبل هذا المساء ؟
أكان لموج البحر
المستكين في دعة
على شاطئ الأحلام بياض
يضاهي بسمة الفجر سناء ؟
أكنت تزهو يا بحر
بفيروزك ومرجانك
وصدفك وحورياتك
غافلا عن حورية
هي أجمل من هذا الفيروز
وأبهى من المرجان
وأعذب من هذه الصدف
بل وأشهى من كل الحوريات ؟
ما كان ضرك لو تأملت
ما في أحشائك من صدف
وتفقدت ما في أعماقك
من درر
وهدأت لحظة من ثورانك
لتتأمل حوريتي
منصتا لترنيمة روحها ؟
فحوريتي لها بحرها
ولها صدف وفيروز ومرجان
لحوريتي ثورتها
ورياحها وعواصفها
وبركانها وزلزالها
بحر حوريتي
يفوق كل البحور سحرا
ورياحها وعواصفها
نسيم رخاء
من هبات أنفاسها
وبركانها حممه ورود وياسمين
وأقحوان ورياحين
زلزال حوريتي نبض خفيف
من حنايا قلبها الجميل
ولمحة من مآقيها
عينا حوريتي تنفثان طيبة
وشفتاها تسكبان رقة
وقلبها يخفق نبلا وودا
وروحها تنضح سموا وعزا
أزف المغيب
وللمساء وحشة على النفوس
إلا نفسي
ولليل رهبة على القلوب
إلا قلبي
مسائي باقة ورد
لا تذبل
وليلي واحة ومعين حلم
لا ينضب
وأنا هنا ممتد
من الأصيل إلى المغيب
يرنو إلي البحر
يهمس لي المساء
يناجيني الليل
يغني لي السحر
يبتسم لي الفجر
وأنت هناك
حورية لا كل الحوريات
تسكنك الأحلام
يصهرك الخيال
مضوعة بأريج السنديان
مهاجرة مع النيازك فجرا
محلقة مع سرب النوارس ضحى
ثم تغفين لحظة
كما تغفو الحوريات
لحظة هي العمر كله
لتعودي ليلا
أبهى وأجمل .