الآن دور العريس
أظن أغاني رفيقات العروس (رفيقتي يا رفيقة الدلال)
اليوم كنت أكلم أمي، فقالت لي كان لازم أقولك كل أغنية كاملة
لأنها كانت تقول أولها ثم تضيف (ويعددون عليها للآخر) يعني كانت تقول اللازمة ومقطعاً واحداً فقط.
(7)
ثالثاً: العرس عند الرجال
بعد الاطلاع على ما كتب في التراث، وخاصة قصص القرى، يلاحظ أن هذه الكتب تناولت احتفالات الرجال ولم تتناول بالتفصيل احتفالات النساء.
ويعود ذلك –بتقديري- لأمر أساسي، وهو أن احتفالات الرجال كانت عامة بين الناس، ويشهدها الجميع. وبصيغة أخرى كانت هي القسم المعلن من الأعراس، والمشترك بين الجنسين، وهو الذي يعطي للمراقب طابع القرية ويعبر عنها. أما احتفال النساء فكان مخبأً، الأمر الذي يجعل عرض حفلات الرجال أسهل.
لذلك آثرنا في الكتاب أن نعرض لحفلات النساء بالتفصيل، فيما نعتمد على اختصار حفل الرجال التي فصلتها الكتب الأخرى، كما سيأتي.
ولقد شهدت هذا العرس بتفاصيله في مخيم برج الشمالي، وحرصت على تسجيله ومقارنته بأعراس فلسطين، حيث ما زالت بعض العائلات الفلسطينية تحافظ على هذا التقليد، كما أني شهدته أيضاً على شريط فيديو وصل إلينا من فلسطين بعد الاجتياح الصهيوني للبنان، وكان العرس لقريبنا الأستاذ في جامعة حيفا – كلية العلوم الاجتماعية نهاد صلاح علي.
تتابع الحاجة أم هاني (مقابلة في بيتها في وادي الزينة تموز 2001)
س- ماذا يقابل طلب العروس عند الرجال؟
ج- في الوقت الذي تكون فيه العروس قيد التحضير، تجري زفة العريس في شوارع البلد والبيدر، على أن هذه الزفة قد تطول وتقصر حسب مكانة والد صاحب المناسبة وكرمه، فمنهم من تبدأ أفراحه قبل يوم ومنهم من تبدأ قبل أسبوعاً، وقد يحدث أن تطول أكثر..
تأتي (الفاردة) لإحضار العروس من بيت أهلها، في هذا الوقت يغنون لها ولأهلها (راجع في الصفحات السابقة حول عرس النسوان).
س- متى يتم حلق الشعر والرقص بالطقم؟
ج- (فاتتنا هاي!)، قبل الزفة يؤخذ العريس إلى بيت أحد أصدقائه، وتتم هناك هذه العادات والتقاليد.
1- فيحلقون له شعره ويزينونه و(يهندسونه! قبل أن يهندموه)، ويغنون له:
احلق يا حلاق وتمهل عليه
تاييجوا صحابه يطوفوا حواليه
احلق يا حلاق بموس الفضة
تمهّل يا حلاق زعلان تيرضى
احلق يا حلاق بموس الذهب
2- وبعد حلق الشعر يتم اغتسال العريس، وفي هذا الوقت تغني أمه والجيران والأخوات في الخارج، ويتناوبن على السدر (الطبق) الذي وضع عليه طقم العريس، ويرقصن به وبتمايلن الواحدة تلو الأخرى وهنّ يغنين:
هاتوا لنا هالعريس تنشوف حالاتو
هاتولنا هالعريس تنشوف زيناتو..
3- ثم يرسل الطقم للعريس بعد انتهائه من الحمام، ويدعى إلى الزفة بالأغاني، وتغني النساء:
بالهنا يا أم الهنا يا هنية
نزلوا العريس عالفيصلية
بالطبول والزمور القوية
ثم تبدأ الزفة..
س- الغريب أن كل القرى تقريباً متفقة على أن الزفة تتم في البيدر، هل هذا ما كان يحدث في "شعب"؟
ج- نعم، لأن البيدر يكون بمثابة ساحة لكل البلد، وغير محسوب على حارة واحدة، ويتجمع فيه كل أهالي البلد من كل الحواري (الشرقية والغربية والشمالية والنصارى)..
يتجه أهل البلد من بيت العريس إلى البيدر، وقد يستضيف العريس أحد البيوت القريبة من البيدر، كبيت الحاج حسين فاعور في ((شعب)) الذي استضاف أكثر من عريس، منهم سعيد محمد علي لدى زفافه إلى فاطمة فاعور. وفي البيدر تبدأ مراسم الزفة، حيث كان في ((شعب)) يسير الناس بصورة منتظمة، الرجال قبل الفرس والنساء بعدها، والأطفال منتشرون..