رد: من هم المؤرخون الجدد ؟ وما هي توجهاتهم ؟ وما هي أطروحاتهم وأيدلوجياتهم ؟!
[align=justify]ما دورنـا ؟!
التاريخ وللأسف يكتبه القوي المنتصر!!، وأما الضعيف المغلوب على أمره، لا يكتفى بأن يعيش بهزيمته وآلامه، بل عليه أن يرضى ويصدق بهذا التاريخ، ويقبل بسرد الوقائع التي وقعت أمام عينه بصور مغايرة للحقائق، انطلاقاً من المقولة " التاريخ صنع المنتصرين "!!.
وخلال مسيرة الصراع غيروا وبدلوا الكثير، فكتبوا التأريخ كما هم أرادوا، لتخدم مصالحهم، وتكرس احتلالهم، وتبرر ممارساتهم، فكان سرد الأحداث صنيعهم، حتى صدقهم الغرب وأيدهم، وصدقهم كذلك إخواننا وبني جلدتنا !!.
فهم يكتبون التاريخ ثم يقولون بعد أكثر من خمسون سنة قفوا !! هناك مراجعات، ونأسف أن كتبنا الكثير من الأكاذيب وأنصاف الحقائق، دون أن يجرؤ أحد على الكلام !! ، نريد أن نكون منصفين في كتابة التأريخ الجديد، ولا بد من أن نعيد النظر فيما كتب لخدمتنا جميعاً !!، فهم الذين كتبوه، وهم الآن يعيدوا صياغته .
فعمدوا إلى التضليل وقلب الحقائق، عبر غارات من الأكاذيب والافتراءات التي تتعرض لها عقولنا وأسماعنا وذاكرتنا، من منطلق " إذا أردت أن تقتل عدواً لا تطلق عليه رصاصة بل أكذوبة" ، ليصبح القمع حرية، والحرب سلاماً، والباطل حقيقةً، والحقيقة باطلاً، والاغتصاب تحرير، ومقاومة المحتل إرهاب ...!!.
وأطلقوا الكثير من الأكاذيب والإشاعات لتبرير احتلال أرض فلسطين وإقامة كيانهم عليها، وأشاعوا أنهم يهاجرون إلى أرض بلا شعب، صحراء قاحلة، وعدهم الله إياها، وأشاعوا أنهم لم يأخذوا أراضي فلسطين إلا بيعاً من الفلسطينيين، وشراء من اليهود.
لا شك أننا أمام تزييف حقيقي للتاريخ المعاصر، حيث أصبح الكذب على تاريخ هذه الأمة وتزييف حقائقه الماضية والمحاضرة خطاً مستمراً ينمو مع الأيام، نعم كان ساذجاً في البداية، ولكنه تعقد مع الزمن، فأصبحت له قواعده وأصوله وأساتذته ومراكزه وجامعاته.
والتأريخ الذي نحن بحاجة له لا تأريخ اليهود والصهاينة، ولا المؤرخون الجدد"، ولكننا بحاجة إلى تاريخ عربي إسلامي للأحداث المعاصرة وبحاجة إلى رواية ووثائق عربية رسمية تقدم للباحثين والمؤرخين.
وبحاجة إلى روايات دقيقة موثقة (لدحض) أكاذيب اليهود التي انطلت على الكثير بل أصبحت مسلمات لا مجال لإنكارها أو التشكيك فيها، وهذا ما يدعونا إلى معرفة التحدي الذي نواجهه، تاريخ يسرق ويتم الاستحواذ عليه قطعة قطعة، وحجراً حجراً، إنهم يعاقبون أمتنا بالتدمير والتفكيك، وسرقة ذاكرتها وسلب روحها وتحويلها إلى أمة بلا تاريخ.
وأمام هذا الواقع المرير ينبغي أن تكون لدينا مراكز دراسات وأبحاث لدراسة تاريخنا الماضي وتحقيقه وتوثيق تاريخنا المعاصر ليكون لدينا تاريخاً مقروناً بالأدلة يغرس في نفوس أبناء الأمة عبر الوسائل الإعلامية المتاحة، كي تستطيع الأجيال أن تحفظ هويتها وتاريخها من مخطط التشويه والتحريف.
وكذلك الالتفاف حول العلماء المعتبرين، والتعاون معهم لتزويدهم بصفة مستمرة ما يخطط له الأعداء، وحاملوا لواء التأريخ للأمة، وعرض أهم الدراسات التي يقدمها المختصون لتبيان مدى مشروعيتها، والتحذير من مخاطرها.
والعمل على نشر الدراسات والإحصاءات والتقارير الموثقة حول الجهود المبذولة لتشويه التأريخ، وإعادة الصياغة بما يخدم مخططاتهم التوسعية، للتمكن من السيطرة والتغلغل.
وعمل منهج تربوي علمي لجميع المراحل التعليمية " الابتدائية - المتوسطة - الثانوي - الجامعي، وحث وزارات التربية والتعليم في دولنا الإسلامية على جعل مساق القدس وتأريخ فلسطين والصراع مع الكيان اليهودي ضمن مناهج التربية والتعليم لدى الطالب في مختلف المراحل وإدخالها كفرع في مادة التربية الإسلامية ومادة التاريخ وفي حصص الثقافة العامة والأنشطة المدرسية.
إضافة إلى تبني طباعة الكتب المتميزة، والنشرات باللغات الأجنبية التي تخدم قضية الأقصى، وتاريخ فلسطين، والصراع على المقدسات، بوجهة نظر إسلامية موضوعية.
والحمد لله رب العالمين ،،، [/align]
|