رد: معضلة العالم العربي
سيدي الفاضل على من تتلو مزاميرك !
منذ أن بدأنا بتصفية المعارضة الفكرية على يد جزارين من طراز الحجاج وصولا حتى داعش
منذ أن قمنا بمصادرة التفكير والاجتهاد العقلي ، وتأسيس رؤية أحادية متشددة لمعالجة الواقع!
منذ أن صادرنا العقل والفن وحاربنا المعرفة منذ أن أسلمنا الطبل وكفّرنا المزمار
منذ أن حجرنا على المرأة واعتبرناها بنصف عقل انقلبت يا سيدي وجهة الحضارة
وما زلنا نُحكم بالطاغوت وأبناء الظلام أبناء العصابات التي صنعها من استعمروا عقولنا !
سيدي الفاضل هل لا يعلمون بأن " دول الغرب تملك من سبعة إلى ثمانية دولارات من أصل عشرة من دولارات العالم
وأربعة أنهار من كل ستة ، وخمسة هكتارات صالحة للزراعة من كل سبعة ويسيطر على ثلاثة أخماس الكرة الأرضية ، وأربعة قارات وآلاف الجزر "
بنينا ثقافتنا يا سيدي على كل ما هو اسطوري وخارق !
احتقرنا العلم حين سيطر الفكر " الخوارقي "
الغينا العقل الاستدلالي والتفكير دخل في غيبوبة .. قل لي بالله عليك من هم فلاسفة العرب في عصرنا الحديث .. من يتحدث بالفلسفة أصلا .. معظم المجتمع تُحدثه بعقلك فيحدثك بعقل رجل مات منذ قرون .. وأصلا نخاف من التفكير .. فهل يعيش الفكر مع العنف .. وهل تعيش الديمقراطية مع الإرهاب ؟!
دم الانسان مستباح من أجل رأيه ومحرمات الحديث في ثالوث الجنس ـ الدين ـ السياسة مع انها الأعمدة التي يبنى عليها المجتمع !
في بداية ما سُمي بالربيع العربي كنت من القائلين : وهل نتوقع ألا تدافع النظم عن نفسها ؟ إذن فلنبقى على سلميتنا حتى لو أدى الى دخول مئات آلاف المواطنين إلى السجن . إن ذلك يلغي وظيفته كسجن والخوف من أن نكون سجناء .
" نقل عن الفيلسوف البريطاني ( برتراند راسل ) قوله عندما سئل : هل أنت مستعد للموت من اجل آرائك ؟ كان جوابه : لا .. ؟! لإن الموت يقيناً من أجل رأيي الذي لايمثل اليقين ، يجعلني لاأغامر مثل هذه المغامرة الحمقاء ؟!! "
فنحن يقينا يا سيدي نعرف أن الأمة تعيش أسوأ مراحل وجودها في كل التاريخ فهل انت مستعد للموت في سبيل أن تُسمع الطرشان !
كل عام وانت وعائلتك بألف خير
|