[نبيل عودة]

استاذ رأفت.. حاولت ام اكون متفائلا.. واعرف ان التفاؤل وهم في واقعنا المتسارع بالسقوط في الغيبيات واوهام الفكر الصحراوي.... حتى في مجتمعنا الذي كان قبل عقدين متنورا ليبراليا ديموقراطيا حدثت انتكاسة بصعود الفكر السلفي واعادتنا الى الخلف بهبوط مريع الى حضيض لا قعر له.. كنا مجتمعا متنورا غير طائفي اطلاقا.. الظواهر الدينية كانت غائبة من مجتمعنا. كانت اعيادنا احتفالات مشتركة.. اقرأ يوميات نصراوي "ياعدرا يا ام المسيح ارفعي عنا التصاريح"http://www.nooreladab.com/vb/showthread.php?t=25732
كنا قلبا واحدا .. حتى بدأ الارتداد الديني .. فاعادنا مئات السنين الى الخلف.. فلسطين لم تعرف في تاريخها التعصب الديني.. فمن اين جاءت هذه الجرثومة القاتلة؟؟ كنت أجهل شيء اسمه طائفية او دين او اني مسيحي وزميلي على مقاعد الدراسة مسلم .. كانت لنا هوية قومية هي المعبر عن شخصيتنا، والهوية الدينية مسالة خاصة لا مكان لها .. كنا بيتا مقابل بيت، العيد لنا جميعا.. لا نميز صبغة دينية للعيد.. هل كان حلما؟ ليتنا بقينا نيام ونحلم!!
الى اين سنصل؟
اصارحك باني نادم بسبب عدم هجرتي قبل 30 سنة يوم كنت شابا واملك الفرص لأبدا من جديد، بل وتنازلت عن الكرت الأخضر الأمريكي من دوافع وطنية ثم تبين لي ان المطلوب منا ان نكون عتالين لمجموعة منتفعين يبعون شعارات ليستمر مجدهم الكاذاب متمتعين بمعاشات وضمانات دولة اسرائيل كنواب كنيست ورؤساء سلطات محلية وزعماء أحزاب يتلقون ملايين الدولارات .. في مرحلة ما ا انفضح امر المفكر العربي الكبير "فغادر وطنه قسرا" وصار قطريا يبرر سياسات امير قطر وينظم له اعلامه ويفصل ويوظف في صحف قطر واعلامها. بل وتقام له مؤسسة بمعاش يزان بالكيلوات من الدولارات وليس بالأرقام فقط!!
شكرا على مداخلتك الجريئة... صارت نادرة في عالم العرب اليوم!!