[د. محمد رأفت عثمان]

بسم و الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا محمد

أخي المسلم : أحدثك اليوم عن نعمـة الكـرب , هذه النعمة التي تأتي بك إلى الله عزوجل , تأتي بك إليه داعياً متوسلاً , منكسراً متذللاً , راجياً مستغفراً , متقرباً و لغوثه متأملاً , مصلحاً ما أفسدت و واصلاً من قطعت و جابراً ما قصرت , فإن أكثر الله عزوجل عليك من هذه النعمة فإنك تصبح إليه أقرب و لرضوانه و جنانه أوجب , حتى إذا ما ذقت من قربه حلاوة و عرفت كيف كان السبيل لذاكَ أدركت روعة ما أعطاكَ و عظمة ما أكرمك به و حباكَ .
أخي المسلم : كم درأ الحزن عنك حزناً أكبر , و كم أخذ بيدك إلى نعيم لم يكن لك بغير هذا السبيل مقدر , و كم رَقَت بك دمعتك في الجنان درجات ما كنت لتبلغها بأعمالك التي تقصر فيها و تتأخر , و كم محوت بِصَبرِكَ على البلاء ذنباً عملت و أسرفت و لم تتب منه أو تتذكر .

أخي المسلم : لابد لك أن تسأل الله العافية على الدوام , و هذا هو هدي نبينا صلى الله عليه و سلم , و لكن إن ابتلاك مولاك بمصيبة فعليك بشكره عليها , لأن عطاءه عطاء و منعه عطاء , و لا تنسَ قبل ذلك أن تصبر عليها و ترضى بها لأنك بذلك تثبت إيمانك بربٍ حكيم غير جاهل أو غشيم .

اللهم إني أسألك العافية على الدوام , اللهم لك الحمد حتى ترضى و لك الحمد بعد الرضا و لك الحمد حمداً يوازي نعمك و يكافىء مزيدك .

الكاتب : د.محمد رأفت أحمد عثمان/دمشق – آخر تعديل 12شباط2014