النص الشعري الفائز
قدم الشاعر الدكتور أحمد الريماوي قصيدة جميلة بعنوان: " سَلاماً لِطلعت " ، كل الشكر والتقدير للقصيدة المتميزة وألف مبروك الفوز والتميز
"إلى روح الشاعر والأديب الموسوعي طلعت سقيرق رمزاً للوفاء"
شعر
الدكتور أحمد الريماوي
عضو المجلس الوطني الفلسطيني
سلاماً لِطَلْعَتَ
يَفْتَحُ نافِذَةَ الشِّعْرِ
يَجْلِسُ في شُرْفَةِ الفَجْرِ
يَرْشُفُ رائِحَةَ البُنِّ
كالخَمْرِ في الدَّنِّ
يَقْدَحُ سِرَّ زِنادِ الحُروفِ الجَريئَةِ
يُفْلِحُ شِعْبَ المَعاني المُضيئَةِ
يُضْرِمُ عَزْفاً
يُبَرْعِمُ وَصْفاً
يَخُطُّ شَذا المُفْرَداتِ الوَضيئَةِ
يَنْزَعُ لَيْلَ الظُّنونِ الحَزينةِ
يَخْلَعُ شَوْكَ الشُّكوكِ الضَّنينَةْ
***
سَلاماً لِطَلْعَتَ
يَصْدَحُ في دَوْحَةِ العِشْقِ
يُطْرِبُ قيثارَةَ الشَّوْقِ
تَرْقُصُ أَطْيارُ غُرْبَتِهِ الكَرْمِلِيَّةِ
مَرْجُ ابنِ عامِرِ يَزْهو..
بِطَلَّتِهِ الجَرْمَقِيَّةِ..
فوقَ غُيومِ العَناءِ
ورَعْدِ الشَّقاءِ
تَمَرَّغَ بالهَمِّ.. بالغَمِّ
بالتَّوْقِ للحَقِّ
غَنَّى الجَليلُ: هُنا سُرَّةُ الشَّرْقِ
فانْبَجَسَتْ في الفَيافي القَوافي
تُزَكِّي حَنينَهْ
***
سَلاماً لِطَلْعَتَ..
يَرْمَحُ كالبَرْقِ..
في مَلْعَبِ النُّطْقِ
يَمَسَحُ دَمْعَ الكَلامِ..
بِمِنْديلِ صَمْتِ السُّطورِ النَّجِيَّةِ
يُنْعِشُ أَوْراقَهُ بالمِدادِ
بِوَرْدِ الحِدادِ
بِطَلِّ البُحُوثِ النَّدِيَّةِ
بالأُمْسِياتِ الشَّدِيَّةِ
تُشْعِلُ إِيقاعَها في قُلوبِ الحُضُورِ
بِجَمْرِ العِبارَةِ، جَمْرِ الإِثارَةِ
جَمْرِ الإِنارَةِ، جَمْرِ الإِشارَةِ
جَمْرِ البُنُودِ الرَّصينَةِ
جَمْرِ الجُهُودِ الرَّزينَةْ
***
سَلاماً لِطَلْعَتَ..
يَلْمَحُ في كَوْكَبِ البَوْحِ..
نَحْواً أَنيقاً
يَراعاً طَليقاً
يُشَجِّرُ في رَوْضَةِ العِتْقِ..
أَسْرارَهُ الباسِقاتِ
يُكَلِّلُ أَشْعارَهُ الشَّاهِقاتِ
يُزَيِّنُ بَوَّابَةَ العُرْفِ
يُشْرِعُ في أَبْحُرِ الصَّرْفِ
يَمْخُرُ لُبَّ القَواميسِ للقَطْفِ
يسطَعُ كالطَّيْفِ، كالسَّيْفِ
ما هَمَّه السِّجْنُ في الحَتْفِ
أُمُّ اللُّغاتِ تُكَبِّرُ..
تُبْهِرُ أَعْيُنَ كُلِّ اللُّغاتِ القَصِيَّةِ..
كُلِّ اللُّغاتِ الدَّنِيَّةِ
طَلْعَتُ يَفْرَحُ..
يَفْرَحُ..
يَفْرَحُ
يُبْكي سِنينَهْ
***
سَلاماً لِطَلْعَتَ..
يَكْدَحُ في مَسْرَحِ الهَجْرِ
يَشْرَحُ للعَصْرِ:
مَعْنَى الوَفاءِ لِجَفْرا
يُلَوِّحُ بالنَّصْرِ
تَبْسُمُ جَفْرا
يُسَطِّحُ تينَ الوَفاءِ لِجَفْرا
يُمَلِّحُ لَوْزَ الوَلاءِ لِجَفْرا
تُشيرُ المَنافي لِأُمٍّ وَدُودٍ، وَلُودْ
لِأُمٍّ تُغَنِّي لِعَوْدَةِ يُولِسَ
مِنْ نَفْيِهِ للرُّبوعِ
دُموعُ الشُّموعِ..
تُنَوِّرُ خَدَّ الطُّلوعِ
تُعَطِّرُ جِيدَ الرُّجوعْ
تُزَغْرِدُ جَفْرا..
تُغَرِّدُ
طَلْعَتُ يَصْعَدُ.. يَصْعَدُ
يَصْعَدُ سُلَّمَ سُورِ المَواجِعِ
يَطْوي صِحافَ المَراجِعِ
يُبْعِدُ غِشَّ الرُّدودِ الدَّفينةْ
***
سَلاماً لِطَلْعَتَ
يَهْوي على قِمَّةِ النَّصِّ
يَفْضَحُ غُولاً تَوَغَّلَ بالفِكْرِ
عاثَ فَساداً بِوادي الشُّعورِ
تَعَدَّى صَحاري الدُّهورِ
تَمادَى.. تَجاوَزَ جِسْرَ العُبورِ..
لِأَرْضِ العُصُورِ
يَقُضُّ مَضاجِعَ نادي العُهودِ
يُبَدِّدُ أَحْلامَ زَيْتونَةٍ لا تَحيدُ
تَجودُ
تَجودُ.. تَجودْ
تَسُودُ
تَسودُ.. تَسودْ
يُهَلِّلُ طَلْعَتُ
يَسْرَحُ عِنْدَ البُكورِ لِكَرْمِ الكِتابَةِ
يَحْمِلُ سَلَّةَ وَجْدٍ تَليدْ
يُمَوِّلُ لَيْلاً، يُعَتِّبُ
تَهْفُو صَبايا المَقالاتِ
تَرْنُو مَرايا العِباراتِ
يَمْرَحُ
يَمْرَحُ.. يَمْرَحُ
يَنْضَحُ ماءَ الحَياةِ بِوَجْهِ الغَرامْ
يُعَلِّلُ حُكْماً
يُمَوِّلُ عَرْشَ السَّلامْ
تُصَفِّقُ جَفْرا
تَميلُ عَتابا لِتَهْمِسَ في قَلْبِها..
أَنْ تُراعي الظَّلامْ
أَتَتْ مِيجَنا باتِّزان
تُحَذِّرُ كَنْعانَ..
مِنْ سَهْمِ عَيْنِ الحَسُودْ
تُلَحِّنُ جَفْرا..
تُدَنْدِنُ
يَغْبِطُها العُودُ
تَرْوي: هُنا كانَ طَلْعَتُ يَوْماً..
يُذَرِّي بِذارَ القَصيدْ
هُنا هَلَّ يَوْماً، يُعِدُّ الوَليدْ
هُنا طَلَّ يَوْماً..
يَمُدُّ الوُجودَ بِأَحْلَى النَشيدْ
هُنا جادَ يَوْماً بِأَزْكَى الوُعودْ
أَطَلْعَتُ:
سَلِّمْ على سَيِّدِ العاشِقينَ
على غُرَّةِ العارِفينَ
أَطَلْعَتُ:
سَلِّمْ على السَّهْرَوَرْدِيِّ
يَبْني هَياكِلَ للنُّورِ، للحُورِ
سَلِّمْ على السَّالِكينَ
على المالِكينَ
على المُبْدِعينَ بِرَوْضِ الشُّهودْ
أَطَلْعَتُ:
إِنِّي رَأَيْتُكُ تَسْكُبُ نُورَ الهتافاتِ
تَكْتُبُ عِطْرَ الشِّعاراتِ
تَنْقُشُ بالدَّمِ وَمْضاً لِفَجْرٍ جَديدْ
تُعِدُّ الوُرودَ..
لِنَحْلِ العَطاءِ بِدارِ الخُلودْ
هَنِيئاً..
هَنيئاً لِأَنْدَى رَصيدٍ
هَنيئاً لِأَجْدَى رَصيدْ
***