01 / 11 / 2014, 09 : 11 PM
|
رقم المشاركة : [3]
|
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
|
رد: الاستفتاء الجماهيري على النصوص المشاركة في مسابقة الخاطرة
[align=justify] 2-
(الصديقة الفريدة)
ومن عجبي.. أن أرسل القدر هذه الصديقة إلى كندا.. لتكون إلى جانب شقيق روحها .. تلهمه النجاح.. وتسبغ عليه من أخلاقها وحكمتها مايطوي عنه بعد السفر وغربة الفكر والوطن .. ولتضيف إلى ثقافتها صفحات جديدة مشرقة وتجارب مثمرة ..
فهي كيان مفكر .. وقلب واسع يجمع شتات القلوب المنكسرة .. ويلملم الأفكار الغريبة التائهة..
يالهذا القدر؛ كيف يعرفها ويضعها في مكانها..
وكم قرأت لكتاب كبار حتى يظن الناظر إليها وهي تقرأ أنها تعيش في جنة الخلد وتسبح وتتأمل في الملكوت..
ثم إن الزمان فرقنا من حيث ندري ولا ندري؛ وبحثت عني حتى عثرت علي فهاتفتني وأطربت سمعي بنغمة صوتها الشجية .. فكأن الأقدار عادت بها إلى وطنها ـ رغم البعد ـ من حيث يصل صوتها إليه ويرتد إليها في غربتها.. وكأن لندائها صدى تسمعه أرجاء المعمورة وترد عليها لتخفف عنها..
أيتها الصديقة الفريدة: لأني أذكر أنك أول وجه قابلته في المدرسة وجلست بجانبك كما يجلس الخل إلى خله ، فقد انحفرت هذه الذكرى في مخيلتي أبد الدهر .. ولأنك عودتني لطف المعشر وسماحة الطبع ورفعة الذوق فإني قد رأيت لك مكانا عظيما في قلبي يستجلب الشوق أحيانا وأحيانا..
ولست أظن أن هناك أديبا عربيا لم تسمعي عنه أو تقرئي له وأنت مازلت طالبة في الثانوية.. لقد كان العلم والثقافة قد جمعا لك من أطرافهما.. فكأن الزمن الطويل الذي يمر على الأدباء والمثقفين قد صار بين يديك صفحة مزخرفة أو نهرا جاريا تشربين منه كل يوم فلا تكتفين.. حتى كتبت لك في ذاك العهد بلغة ذاك العهد هذه الأبيات التي أظنك تذكرينها:
أبرار بنت البار يا أبرار .... قد فاض منك الحسن خاف العار...
ونشرت عطرا بين مدرسة العلا.... بشراك يحمي وجهك الجبار.....
سماك رب العالمين ببره.... وسموت فوق المجد يا أبرار ..
هذه أبرار التي عرفت..ولم تزل هكذا ؛ أو هكذا أظن .. فوفاؤها لم يتغير ونغمة صوتها على الهاتف لم تتغير ولم ينقص من درجات سلمها الموسيقي درجة..
أحسب أن الوقت يطول إن أردت أن أستفيض بالحديث عنها .. فهو لا ينتهي.
وأحسب أن الزمان الذي جمعنا ماضيا سيعيدنا حاضرا قريبا ..
أسعد الله أيامك .. ياذات المزاج الرائق والحس المرهف والبساطة الملهمة.... [/align]
|
|
|
|