05 / 08 / 2008, 19 : 04 PM
|
رقم المشاركة : [6]
|
كاتب نور أدبي متألق بالنور فضي الأشعة ( عضوية فضية )
|
رد: ابن خلدون حياته ونظريته في علم الإجتماع ونظريته في علم التاريخ
سابعاً فلسفة التاريخ:
يعرف ابن خلدون التاريخ (بأنه خبر عن الاجتماع الإنساني ومايعرض ه من الأحوال مثل التوحش والتأنس والعصبيات وأصناف التغلبات للبشر بعضهم على بعض وماينشأ عن ذلك من الملك والدول وماينتحله البشر بأعمالهم ومساعيهم من الكسب والمعاش والعلوم والصنائع)
ويشيد ابن خلدون بفضل علم التاريخ من حيث قيامه على الفكر الدقيق والبحث العميق حتى يدخله في علوم الحكمة من حيث أهميته بالنسبة إلى كل من يفكر في شؤون المجتمعات الإنسانية لأنه يقدم مايجب الاقتداء به ويعلّم كيفية التصرف والسلوك وهو لذلك ساخط على الدرك الذي تردت إليه أحوال التاريخ حتى أدعاه من لا يفهمه ولا يدرك أصوله.
ويعتقد ابن خلدون أن المؤرخ يجب أن يكون دائماً على حذر عند نقله الأخبار وذلك للأسباب التالية:
-1- لأن مجال الوضوع والتشويه واسع والنفس الإنسانية سهلة الإنخداع لما فيها من نقاط الضعف وقد توضع الأخبار الكاذبة تسويغاً لسلوك معوج يريد عن طريق تشويه سلوك الأوائل أن يحصل على فتوى لاعوجاجه أو تشيع للآراء والمذاهب أو كيدٍ للمنافس والخصم أو تقرب للحكاك بتعظيم شأنهم وتحقير أمر منافسيهم.
-2- ولا ننسى أن نفوس الناس تسرع إلى التصديق لان المحاكاة والتقليد من طبائعها ولأن الغالبية تجهل أصول التحقيق التاريخي والقوانين الاجتماعية التي تفرق بين المعقول وغير المعقول من الحوادث.
-3-كما أن النفس مولعة بكل عجيب وغريب فيحب عدم الثقة بالناقلين الذين يلجؤون إلى التعديل والتجريح ومنه نجد أن منهج التحقيق التاريخ عند ابن خلدون هو العودة إلى الثقات والموازنة بين الأخبار وقياس بعضها على بعض والعلم بطبائع المران أو القوانين الاجتماعية التي تسير الحوادث بموجبها سيراً منتظماً.
ويعطي ابن خلدون أهمية كبيرة لمرحلة تحقيق الحوادث حتى أن علم الإجتماع الذي أسسه يعتبره وسيلة من وسائل التحقيق لما يقدمه من قوانين تساعد المؤرخ على تبين الحوداث الممكنة والمستحيلة في عصر من العصور.
فالتعليل التاريخي أو الكشف عن أسباب الحوادث يهدي المؤرخ إلى الحوادث التي يمكن أن تقع أو لاتقع في شروط معينة لذلك فالخبر قبل راويه فعلى المؤرخ أن يتأكد أولاً أن الخبر ممكن بحسب قوانين الكون والاجتماع ثم يبحث ثانياً في راويه هل هو صادق أم هو كاذب.
إذاً ابن خلدون هو واضع فلسفة التاريخ المبنية على رد الوقائع التاريخية إلى أسبابها وكشف قوانينها. لذلك فمن أهم قواعد البحث التاريخي أن الحوادث يرتبط بعضها ببعض ارتباط العلة بالمعلول أي إنه لو تشابهت الظروف لتشابهت تبعاً لتلك الوقائع وإذا سلمنا أن طباع النس ثابتة أو شبه ثابتة كانت معرفة الحاضر معرفة صحيحة هي وسيلتنا المأمونة إلى معرفة الماضي ومعرفة المستقبل..
|
|
|
|