الموضوع: انهيار (ق.ق.ج)
عرض مشاركة واحدة
قديم 16 / 11 / 2014, 28 : 04 PM   رقم المشاركة : [2]
خولة الراشد
تعمل مجال الكمبيوتر - التعليم عن بعد، خريجة أدب عربي، تكتب القصص الاجتماعية والعاطفية والنثر

 الصورة الرمزية خولة الراشد
 





خولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond reputeخولة الراشد has a reputation beyond repute

رد: انهيار (ق.ق.ج)

اقتباس
 مشاهدة المشاركة المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زياد صيدم
أوغلت في جراحه النازفات على نواصي المدن الطائرة .. فترنح على آخر رصيف في مدينة التراب !

القاص والأديب م. زياد صيدم

تحليل في قصة انهيار..
__________________

بعيداً عن النقد المجامل أو المتحامل. بعيداً عن هذا وغيره، وقريباً من روح القَصَص وجمالياته والتي تحمل الروح إلى نفس القاص زياد صيدم، وتضع القارئ أمام مراياه المتعددة ،لأرى الصورة كما ينبغي أن يراها القاص زياد صيدم، يمكن القول أن ومضة " انهيار " هي الإنسانية بحد ذاتها إنها حركية واقعية درامية مؤلمة ، لذا برأي أن القاص زياد صيدم له طريقتين في أسلوبه القصصي ، الأول: يبتعد ليحلق للسماء ويلتقط بمجهر حروفه الفضاء والغيوم، والأخرى: قريب يحاكي فيه الإنسانية بقصة أو ومضة أو بسطر ليوبخ من لا قلب له ولا إحساس كما هنا، وفي كلتا الحالتين يصطحب نفسه ويشكل الإنسان بطريقته ، إن قصة "انهيار "مقارنة بغيرها من قصصه تختلف .. تعتبر واقعية ترتدي اللون الأسود ، هنا يواسي الإنسانية المعذبة ، نجده يصطحب معه الضمير و يُلبسه للظالم ويواسي نفسه لأنه يكتب عن المظلوم فأنامله تقطر حبرا حزينا وبهذا يضعنا أمام موقف ومشهد محير يسطّر به الخلق ، فينفجر من كلمة انهيار ليصب في نهر "الحزن النيلي الأزرق" ، وغالبا ما تكون كتاباته حزينة ولكنه يُدخل فيها ابتسامته لأن حروفه متفائلة، لكن هنا قلمه حزين باكي مأساوي ليس فيه إلا تشاؤم وهذا طبيعي لهذه الأوضاع، لنقرأه ، يبدأ بالعنوان ، انهيار : تنفجر الومضة قبل أن تولد ، لتخرج منها معاني الحزن والاحتلال والقهر :"انهيار" يبدأ زياد بصرخة ،وتربط ذلك بالأحداث القائمة التي تحدث في الأمة العربية، وهو لا يشير فقط للعروبة بل للعالم المغلوب على أمره لمن يَقتلون ويُقتلون فيشردون، للعنصرية ، للبشرية التي تنهش لحوم بعضها البعض، عادةّ يخفي زياد عنوان القصة ليبدأها بالنهاية مع القفلة ولكن هنا أرى أنه بدأ من العنوان نهايته أي اعترف فكتب ، لكنه ما أن صرخ إلا وكتم صرخته وكأنه أراد بهذا أن يستخدم رموزه المحيرة وكما أنه "صرخ فبكى فسكت ثم صمت بعد انهيار"، فكلمة انهيار تدل على الانهاء لكن نجد أن قصته تبدأ بها ، وهذا يعتبر من جماليات الومضة والقصة وذلك بالتزامه بمفاتيح وشروط القصة لذا وُفقت في اختيار العنوان ،أجد هذا النوع يعذب زياد وعادةً كتاب القصة والومضة بالنسبة لهم ليس بسهل لأن الوجع والألم ينفجر في سطر وعليه أن يصمت ويتحرك بهدوء ،وهذا طبيعي فهم أكثر الأدباء عذابا لأنهم يرون الحقيقة ويصمتون ،وإن كتبوا كانت سطورهم رمزية قد نفهمها وكثير لا نستطيع أن نفكها، وهذه القصة معقدة لأن مكانها مخفي ولا يستطع الإنسان بسهولة أن يعلم موقعها، تلك الشوارع والمدينة الترابية أو الطينية بوحلها، خالية إلا من الإنسان المعذب إنها مهمشة ،ولا يحق لي أن أعرف باسمها لأن الكاتب قد يرى بإخفاء اسمها جمال أكثر. ربما قصد بالمدن الطائرة هي الحديثة دون مسميات، وربما قصد بمدن التراب المدن الفقيرة والمجاعات .. بما معناه، أَوْغَلَتْ قُوَّاتُ العَدُوِّ في شِعابِ هِضابِ البِلادِ...ودخلت كثبان الغابة.. فطغت في جراح الشعب والإنسان حيث أن التاء تعود للعدو في أوغلت بينما في جراحات تعود للمظلوم إذا نخرج من هنا أن الظالم أوغل و بالغ في جراح المظلوم ، أما التركيبة الثالثة ،فترنح المظلوم على آخر رصيف في مدينة التراب ، وهنا نجده يستخدم الفعل ترنح ب على.. وعلى تفيد الإجتياز ، إذا غُشِيَ عليه واعتراهُ وَهنّ وضعفٌ في جسدهِ من ضَرْبِ أَو فَزَعٍ وتمايل يمينا وشمالا على آخر رصيف في مدينة التراب وهنا ذكر لنا الرصيف أي الحدود أو النهايات لواقع فرض نفسه ولماذا يرمز بالحدود ربما هي حدود العدو أما آخر الرصيف حذف الطريق المؤدي لحدود مدينة التراب ، وبهذا نجد أن مدينة التراب انهارت وقد تناول زياد صيدم شخص من العدو وشخص من المعتدى عليه ، فكانت انهيار هي المدينة التي تقع على خط أو حدود الأمن والامان .. و الترابية هي أي لا مباني فيها .وهكذا تكون قصته في هذه المرة تتحدث عن الأرض والإنسان والبشر ، والدماء ، أما بالنسبة للألوان نجد أنها ترابية كما الإنسان ، تتخللها اللون الأحمر وهو الجراح، سوداء رمادية لأن الحدود أو الرصيف هو السفلة بلونه الرمادي والأسود الخشن، تلك الألوان تساعدني في تحليل القصص في الوصول لمعاني الحزن ..فالقهر ، والجراح، والتراب تدنس باللون الأحمر أي معاني الظلم، والعنصرية وملامح الصراخ و "البطل المنكسر"، إنه يشير إلى هوية الإنسان والمكان لأنه استخدم مدينة التراب الخالية أي الفقيرة والمعدمة من الامن والامان والفرح والحياة بكل قيمها الانسانية، كل تلك المعاني يفجرها زياد من عنوانها انهيار ليعود مرة أخرى لحدود مدينة التراب وانهيار الإنسان الذي يقضى عليه إذا النهاية مأساوية والبداية انفجار، ولو لم تنفجر من العنوان لما استطعت أن تصل للمأساة .لقد تناولت قصة انهيار لأنها تعدت في رحيلها إلى كهوف الذات السرية فقاربت الكثير مما كان يسمى في الجهل، وعبرت فيها بجرأة وبدقائق حياة البشرية والعنصرية عن الأرواح المعذبة بصراخ بطغيان عذاب نزيف اعتداء، والروح صارت تخرج من الأنفاس وتموت فيقضى عليها . وهكذا نجح زياد صيدم بكسر الشكل الفني القديم وتناول القصة كقضية ضمن سياق حديث فقلمه لا يعترف كثيراً بالقيود الأسلوبية واللغوية والبنائية القديمة، لكن يظل زياد صيدم في كل الحالات محافظا على هويته الاجتماعية، وإنسانيته الأرضية والسماوية ومتماسك وبحروفه الصلبة حتى يكتب المزيد والمزيد فاعذرني إن توغلت أو بالغت في القصة و كتبت عن أسلوبك وذلك لأني أقرأه من ملامح قصصك ، ومضة أبدعت فيها عندما صرخت بانهيار في سطر واحد وتناولت الحياة لنرى من خلال شريط سينمائي قضية إنسانية، وكأن القاص زياد يقول لا أحد يشعر بمدى الوجع ولا ثقله، لكن الآن وبعد أن رحل كل شيء... بقينا هنا، وما زلنا هنا، لكن سنكشف عن جراحنا التي تركتها الحرب وسنكشف عن قلوبنا التي فتحت فيها الحرب ثقباً كبيرًا، ووجعاً وألماً.. قصة رائعة بقلم واقعي بصرخة تبكي لتكتب ومضة "انهيار". والتي تذكرني بأغنية فيروز : "لأجلك يا مدينة الصلاة أصلي ..لأجلك يا بهية المساكن يا زهرة المدائن" لكن هنا استخدم مدينة التراب ..!
وهكذا في حركةِ محيّرة ومؤلمة يعبّر عن القلق وهيمان الرغبات المكبوتة الدفينة تأتي استجابات الكاتب والقاص زياد بقصصه المتناقضة في صعود وهبوط ، وفي إقبال وإدبار ، وتقديس وتدنيس ، وسطوة وانكسار ، يحكم طاقتها الصراعية أعتبرها قوّة ليضغط شحنتي التضاد العاطفي، ما أقصده بالتضاد أنه يجمع بين الشر والخير والعدو والمظلوم ليخرج بقضية وأسلوب متماسك يواجه فيه المجتمع وأخيرا أشكره لكتابة الإنسان بحرية وللأنامل التي خطت هذه القصة المعبرة فوصفت المشاعر ومدينة التراب الحزينة وإن كانت رمزية فكل قارئ يراها بعين جماليتها المعنوية وأنا أراها من حيث جمالها الإنساني .
***
لك ..تحيتي وتقديري
خولة الراشد
توقيع خولة الراشد
 [gdwl]

المواجــــــهة

إن كل ما نــحتاج إليـــــه بعــد الإسْستعـــانــة بالله

هــو استــخدام قــوَّاتــنــا المُـَـتعـددة الإتــجهات

فــي إســْعـادْ أنفســنا ودَعْــــم من حــولـــنا وحُـسْـن تــوْجــيــه مـشـــاعـــرنـــا
[/gdwl]
خولة الراشد غير متصل   رد مع اقتباس