رد: همسات نورانية
15
وبكيت ..
في وقت ظننت فيه انه عزَّ البكاء ..
الذكريات تهاجمني بقوة ..
حتى هذا الصباح يشبه ذاك الصباح حين ودعناك يا أم ..
ولم تأتِ في المنام ..
وتساءلت كثيراً .. لمَ لم تأتِ يا أم ؟
قلت في نفسي ربما هناك من يحتاج
رؤيتها أكثر مني ..
وخنقتني الدمعة ..
الدمعة التي أعلنت إجهاشها بالبكاء وفرت مني ..
هذا الصباح لم يكن ليغيره شيء إلا صوتك حين يأتيني فيه , يصرخ بحنان الأم المتوثب للقاء .. ميساء كيف الحال ؟
الحال هو الحال يا أمي .. كل شيء أصبح بلا طعم , ولا نكهة ..
والفرحة مزيفة .. مصطنعة ..
فأنتِ كنت عمود الفرح , وعمود الضياء وعمود البهاء .. ,
كنت الشمس التي تدفئ ظلال الخريف الباردة ..
وكنت السقف الذي يحمي من ضربات المطر القاسية ..
وكنت النسيم العليل في صيف قائظ لا يرحم ..
وكنت دائماً الربيع في نظراتك الحنونة ..
والاخضرار الذي تفرشه ابتسامتك في صباحاتنا ..
إلى رحمة الله يا أم .. ولا تحزني لبكائي , فلو بكيتك العمر كله لا يكفي .. لا يكفي .
|