الموضوع: ذقت العشق
عرض مشاركة واحدة
قديم 29 / 11 / 2014, 10 : 04 AM   رقم المشاركة : [1]
محمد خويطي
شهادة الإجازة الأساسية في اللغة العربيةـــ شهادات تقديرية في الشعر والأدب - يكتب الشعرــ القصة القصيرة ــ الومضة..
 





محمد خويطي is on a distinguished road

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: khouiti.1433@gmail.com

ذقت العشق


.

ذقت العشق

ويلك يا فلان.. احذر مغبة العشق، ابتعد عن العشق، جانب طريق العشاق، انأَ بنفسك عن سفاهاتهم، واربأ بها أن تنزل إلى تفاهاتهم..
أي حب هذا الذي تدَّعي أنه داء أصابك؟ أي هذيان هذا الذي تزعم أنه أثر عشق يلعب بقلبك؟ وينازعك روحك؟ ويملك عليك نفسك؟ ويذهب بعقلك؟
يا هذا ..كيف تجيز لنفسك أن تقول إن هذا الهوى هوى بك إلى حيث يتعذر الصعود، وذهب بك مذاهب شتى تختلف على سالكها فلا يتبن أيهن يهدي فيسلكه؟
لماذا تبكي لأجل وهم تتوهمه، وأشباح تتخيلها، وصوت تسَّمعه أنت ولا يسمعه من حولك، وشخص تتبصره أنت و لا يبصره غيرك، وتمد يدك ثم تقبضها إليك كأنك تمدها سائلا فتولي بها وهي صفر وأنت خائب..
يا هذا..صوت الريح يشجيك، وسعي النهار يضنيك، وظلام الليل يؤذيك، وتوقع الخيبة يشيقك، وأنت أنت غريب في أرضك، ومستوحش وحولك أهلُك، سكران تمشي وتترنح وأنت أبعد ما يكون عن مسكر مخمر، تائه حائر والناس يهتدون بك، ويفقهون عنك، وود أحدهم لو وفق فأخذ أخذك، ونحا نحوك..
بمثل هذا وغيره كنت أسر إلى أخي الشاعر المُجيد عبد الحميد محمد العمري تارة، وأجهر تارة..
حتى كان أشقى ما يكون عاشق إذا ذاق أمر ما في العشق، وشبت نار الحب في قلبه، وهو بعيد أن يبلغ غايته، آيس أن يدرك بغيته ـ قلت له : أنت أردت أن تكون هكذا ذليلا، وبسهم الهوى قتيلا، فَذُقْ ما أعدت يمينك..
فرد علي بصوت مهموس ـ وعيناه مغرورقتان ـ قائلا:
يا محمد ارفع يديك إلى السماء [ولم أعرف أنها دعوة مظلوم توشق أن تصيب المدعو عليه فترديه] ففعلت..
فتلا داعيا:
"اللهم ابتَلِه فيرى" ولم يزد على ذلك.
فما زال بي هذا الحب يراودني عن نفسي حتى ركنت إليه صاغرا، أذوق من عذبه وعذابه ألوانا، وأعالج من سرائه وضرائه أضربا، وبكيت كما يبكي كل عاشق، وسهرت كما يسهرون، وسكرت كما يسكرون بفتنة الحب..
وصاحبت صاحبي في عالمه، وقارنته في وغربته..وناجاني وناجيته.
ولا أزال وأذكر أنه شكى إلي يوما وكنت قد أصبت بدعوته بعد، فرددت علي منشدا:


وَاخَيْبَةِ الصَّبِّ مِمَّــــا جَرَّهُ الــــــقَدَرُ
يُقْضى عَليهِ ولا يُقْضى لــــــه وَطَرُ

يحيا حَزينـــــا لِكَيْ تحيـــــــا حَبيبتُه
وما يُبالي بِمـــــا صَحَّتْ بــــه السِّيَرُ

مِمَّا جَنَاهُ على العُشّــــــــاقِ حُبُّهُمُ
مِنْ أَنْ يَرَوا صدقَهم في الحبِّ يَنْدَثِر

لَقد عجِبتُ لــــــــه ,تَهْمِي مَحَاجِرُهُ
وَمَــــا أَرَاهُ بِـــــذِي ذَنْــــــبٍ، وَيَعْتَذِر

عَبْدَ الحَميدِ ، لَقد ضاقَ الفضــاءُ بِنَا
مَــــــــا عــَـاد ينفعنا نومٌ ولا ســهرُ

فَارْفَعْ يَديْكَ إِلى مْولَاكَ فِــي وَجَــلٍ
إِنَّ الرَّحيمَ عـــــلَى التَّيسِيرِ مُقْتَدِرُ

إنَّ الحَـــــوادِث آيـَـــــــاتٌ مُبَيّنَــــــةٌ
ذِكْرى لَكُمْ ـ يَا أٌوْلِي الأبصارـ فاعتبروا

.
محمد خويطي..

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
محمد خويطي غير متصل   رد مع اقتباس