[هدى نورالدين الخطيب]

[align=justify]

بمناسبة بدء عامه الثامن ذكرياتي مع نور الأدب وشخوصه والعالم الافتراضي

اليوم ومع بداية العام الثامن لفتح نور الأدب للعموم أجدني وللمرة الأولى بحاجة لتسطير لمحة عن ذكرياتي معه..

لماذا هذا العام تحديداً ؟!

لست أدري.. ربما لأني حزينة جداً وأمر بانتكاسة نفسية وصحية طويلة.. ربما!!...

درب الحياة يأخذنا إلى عوالم مختلفة عما اعتدنا عليه في الحياة .. يصهرنا.. يحرقنا.. قد يعمدنا بالنور وقد يقضي علينا....

في أول الطريق قلت له :

" أنت تعرف طبيعتي فأنا على الرغم من قوة شخصيتي وقدراتي في المبادرة ، ما زلت أختبئ بين طيات حبري وأتكئ على الورق وأحتمي به.. وحين أحاور يهمني أن أنظر لعيني من أحاوره وأراقب لغة جسده .. "

في رحلتي الصحفية لم أقف يوماً بالشارع لأحاور المارة ومن لا أعرف أسمائهم وطبيعتهم ، ويوم كنت أضطر لدخول قرية أو مسكناً شعبياً كنت أحجز المواعيد وأدرس الأشخاص مسبقاً وأصطحب أكثر من شخص المصور برفقتي، هذه أنا وهذه تركيبتي ، فأنّ لي أن أتعامل مع عالماً افتراضياً مجهولاً وسبر اغواره؟!! ؟؟

قال لي: " لا تخافي تدخلينه بصحبتي وسنكون فيه معاً ولن أتركك يوماً لوحدك "

لم أكن يوماً في برج منعزل وملأت لسنوات شوارع الغربة ضجيجاً ، مسيرات واعتصامات ومظاهرات بالإضافة لمختلف نشاطات حقوق الإنسان ومؤتمراته التي لطالما سافرت لها من بلد إلى بلد وتنقلت والتقيت بكثير من الناس في كل مكان، والكثير من النشاطات الأخرى التي لا تحصى ولا تعد وفي مجالات متعددة ، كانت دائماً في خدمة الإنسانية وهذا ما أفخر به في مسيرة حياتي ، فأنا لست ممن يعيش لنفسه ويهتم بشؤونه الخاصة فقط حتى منذ أن كنت طالبة كان وعيي ونشاطي الطلابي واهتمامي بالشأن العام يجعلني أكبر من عمري...

الكتابة والعمل الأدبي منذ أن بدأت ممارستها طفلة له عندي طقوس خاصة من الهدوء والعزلة والاسترخاء...

في عام 2004 مرضت أمي وتقلص نشاطي وارتباطاتي وعملي بسبب التزامي بها وبظروف مرضها ودخولها المتكرر إلى المستشفى ، وكأن هذه الظروف المستجدة كانت تعدّني لدخول هذا العالم الافتراضي الذي دعاني صديقي وابن عمتي لسبر أغواره...

حسنا.. حسناً لن أطيل أكثر في مقدمتي وسأصطحبكم مباشرة إلى الموقع الأول حين أنشأ – صديقي وابن عمتي - الشاعر الكبير طلعت سقيرق في عام 2005 موقع أدبي " أوراق99 " وأذكر هنا - أيضاً - أنشأ الأديب والباحث الأستاذ محمد توفيق الصواف " العنقاء " المتخصص في الأبحاث والتوثيق..

من أوراق 99 وبصحبة الشاعر طلعت سقيرق دخلت العالم الافتراضي ، وكانت التجربة ممتعة حقاً وأكثر من رائعة ، وكان كتّاب أوراق99 أسماء معروفة في الساحة الأدبية العربية وكانت الحوارات والنقاشات مفيدة وممتعة ولعلها بالنسبة لي الفترة الأنشط أدبياً إلخ..

ومن خلال هذا ازداد نشاطي في العالم الافتراضي فأنشأ لي الأستاذ طلعت أكثر من مدونة أيضاً ، اكتفيت بواحدة منها وأهملت البقية – في مكتوب – ثم أنشأت لاحقاً بنفسي أخرى للرابطة الفلسطينية لتوثيق الجرائم الصهيونية إلخ..

كان عطاء أوراق99 غزيراً وحواراته مفيدة ومحفزة ويسمح لي بالكثير من المساحة للكتابة والإبداع ويحفزني ، وكنت والأستاذ طلعت نكتب معاً الرسائل الأدبية ورسائل في مجال الأدب الساخر إلخ..

من هنا جاءت فكرة إنشاء نور الأدب للمزيد من التوسع من جهة ولإنشاء موقع عالمي وبصيغة مؤسسة أدبية ورابطة نسجلها ونرخصها ، لكنا توقفنا لفترة عن التفكير بموقع كبير واكتفينا بما لدينا..

فاجئت طلعت في نهاية عام 2006 بخبر شرائي من أميركا مساحة واسعة ومستقلة لإنشاء موقع كبير كذلك ترخيص الاسم بانتظار اختياره ، واتفقنا معاً على الاسم – ما يربط بيننا من جهة – اسم والدي / خاله وصفته – ومن جهة أخرى يعبر عما نريد ، والمدهش في حينه اكتشافنا أننا فكرنا كل منا على حدا بذات الاسم : (( نور الأدب )) اختلفنا فقط على كتابة الاسم بالأحرف اللاتينية / الرابط ، أنا أردته: (Noureladab) وأراده طلعت: (Nooreladab) وحين جئت للتسجيل وجدتني أبلغ به وأسجله بالصيغة التي رآها طلعت ، وهذا أيضاً ما حصل عند تسجيل وترخيص المؤسسة والرابطة الأدبية والاختصار المعتمد ، فأنا كنت أريد ( NEA) وطلعت اختاره ( NAA)

بقية المساحة عدة أشهر فارغة، بعدها بدأ طلعت يبحث عن فني ينشئ لنا الموقع، في المرة الأولى – للأسف - أخذوا منه مبلغاً كبيراً ولم يقوموا بأي شيء، وفي المرة الثانية قاموا بإنشاء موقع غريب عجيب لم نتمكن من التعامل معه فنياً ، وفي المرة الثالثة وفقت بفني وجدته على الشابكة ، وكنا نراسله طلعت وأنا حتى تم إنشاء الموقع بصيغة جيدة وكان الستايل الأول الذي صنع خصيصاً لنور الأدب باللون الذهبي، واستلمنا الموقع بعد تصنيف الأقسام في نحو الأول أو الثاني من شهر كانون الأول ، سجلنا طلعت وأنا عضوياتنا وكتبنا للمرة الأولى في العاشر منه ، لكنا فتحناه للعموم في 12 / 12 / 2007 .

دخل في اليوم الأول 250 زائراً ، وجاء الاهتمام بنور الأدب كبيراً

كنا نخوض طلعت وأنا تجربة مختلفة، ففي أوراق99 لم نكن نهتم بالمنتديات إلا قليلاً وبصالوني الأدبي فقط وضيوفي، وكان الشاعر سامر عبد الله والشاعر قاسم فرحات وبعض الشعراء أكثر اهتماماً بمنتدى أوراق99 منا، وكان اهتمامنا بالموقع الأقرب لصيغة المجلة حيث كان هو الرئيسية في أوراق99

هنا في نور الأدب الأساس هو المنتديات وجاء التعامل مباشرة مع الناس

ومن هنا تبدأ التجربة المختلفة والمنهكة إلى حد كبير والتي كانت تحتاج إلى الكثير من العمل والسهر والتعب ونسيان الذات.




ملاحظة: أكمل في كل يوم جزء حتى أنتهي ، وكل ما أرجوه المتابعة وقراءة رأيي بالمراحل والمزايا والأخطاء – النقد الذاتي – ونقد مراحل وخطوات نور الأدب.

[/align]