رد: صدى من غزّة
سيدي محمد الصالح ..أصأح الله شانك كله، وأحياك على السعادة والمسرة..
وبعد؛فإني مرجح ـ لا على تذوق ـ ما أثبت قبلا.. على إني معترف لك بجلال قدرك، وعلو كعبك، وسداد رأيك، وحسن تذوقك..
وقد سمعت طرفت في الجاهلية يقول:
تَعَارَفُ أرواحُ الرّجالِ إذا التَقَوا،
فَمنْهُمْ عدُوٌّ يُتّقَى وخليلُ
والشريفَ الرضي في العصر العباسي ينشد:
ولا زال دهرك طوع الجنيب
إذا مَا أمَرْتَ بِأمْرٍ أطَاعَا
تلاقى الخطوب ثقالا بطاءً
وغر الاماني عجالاً سراعا
ويقود أيضا:
تلاقى على وادي اليَقينِ قلوبُهمْ
خوافِقَ يُذْكِرْنَ القَطا والمَشارِعا
أي تتعارف، وتتلاقى
وأما إشبه الميم وكذا الهاء في الشعر فلم أر مما رأت ضرورة في إثباتها خطا، وقد وصلنا من دواوين العرب ما يحتفل به المحتفل، ويفتخر به المفتخر/ ويستدل به المدلل..وما أكثر ما حوت من ميمات وهاءات مشبعات، ولم تثبت شيئا من ذلك الإشباع..
ومن ذلك على سبيل التنثيل لا الحصر قول ابن الفارض:
حبَّيكمُ في النَّاسِ أضحى مذهبي
وهواكُمُ ديني وعَقْدُ وَلائي
بل لا يجد الشك إلى قلبي وعقلي سبيلا في أن لكل شاعر ما كان هذا الشاعر؛ إلا في شعره من هذا الضرب دليلا..
فإن كان مما أحدث الناس في هذا الزمان إثباتها خطاً فلك العتبى، وإني راض كل الرضى ..
ثم إني شاكر لك هذا المرور الذي قدح زناد حرف خبت جمرته..
مودتي واحترامي وتقديري...
|