حفظكم الله أخي الكريم زين العابدين وانها حقا لحظات غامرة عطرة تهفو فيها الروح وقد تنعمت
في وجدها من عمق الأزل فاغتمرت روحا من طيب مزكى غشيتها أنوارا من فوقها أنوارا
فسلكت مسلك المحبين العاشقين في بحر قدسي منعم تهللت أنواره بفيض محبته
أوحى الله الى نبيه داود عليه السلام يا داود ما لعبدي يعرض عني ، يا داود
بشر أوليائي وأحبائي بأني كل ساعة أريهم كرامتي وحسن امتناني عليهم حتى لا ينسوني ولا يميلوا إلى
غيري وشوقتهم إلي حتى لا يصبروا عني وفتحت لهم أبواب أنسي يا داود أخبر أهل الأرض بأني حبيب لمن
أحبني وجليس لمن جالسني ومؤنس لمن أنس بي ومطيع لمن أطاعني وقل لعبادي : سارعوا إلى محبتي وقربي ، يا داود
إن طال شوق الأبرار إلى لقائي فإني إليهم لأشد شوقا فمن طلبني وجدني يا داود إذا كان الغالب على عبدي الإشتياق إلي جعلت
راحته ولذته في ذكري ورفعت الحجاب بيني وبينه ، يا داود إني جعلت محبتي لمن لا ينساني بلسانه وقلبه ياداود أوليائي في قبابي
لا يعرفهم غيري يا داود إني أحب من يبغضني فكيف أبغض من يحبني يا داود جنتي لمن لم يقنط من رحمتي يا داود أنا مطلع على قلوب
أحبائي فإذا جن الليل جعلت أبصارهم في قلوبهم يا داود إن من عبادي عبادا جعلتهم للخير أهلا يا داود بشر عبادي السائلين بأني بهم رؤوف رحيم