عرض مشاركة واحدة
قديم 10 / 08 / 2008, 11 : 08 AM   رقم المشاركة : [3]
هدى نورالدين الخطيب
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان


 الصورة الرمزية هدى نورالدين الخطيب
 





هدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond reputeهدى نورالدين الخطيب has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: مدينة حيفا - فلسطين ( فلسطينية الأب لبنانية الأم) ولدت ونشأت في لبنان

رد: استعراض موجز لتاريخ الصحافة الفلسطينية المكتوبة قبل النكبة

[align=right]

7- صحيفة العالم الإسرائيلي البيروتية ومجلة فلسطين لغسان كنفاني

صحيفة العالم الإسرائيلي البيروتية لسليم الياهو من لحظة يرتطم نظر القارئ بعنوان هذه الحلقة، لا بد من ان يطرح السؤال الآتي: صحيفة بيروتية... ومؤسسها يهودي بيروتي من حيّ وادي أبو جميل . فكيف تعتبر حلقة في سلسلة الدوريات الفلسطينية؟ صحيح ان احدي الحلقات تمحورت علي صحافي لبناني كأحمد عباس، ولكن صحيفته اليرموك صدرت في فلسطين، وكان جزء كبير من أخبارها ومقالاتها فلسطينياً، وان حلقة أخري تناولت جريدة الشوري التي صدرت في القاهرة. إلا ان صاحبها محمد علي الطاهر فلسطيني، وخصص للمسألة الفلسطينية حيّزاً في كل عدد من صحيفته. إذا كان مقياس ادراج الصحيفة في لائحة الدوريات الفلسطينية مضمونها، فإن العالم الإسرائيلي ، التي خصصت معظم صفحات اعدادها من أجل فلسطين اليهودية علي حدّ تعبير محررها الأول الياهو ساسون، فرضت نفسها علي هذه السلسلة. فالصحيفة التي أعلن صاحبها سليم إلياهو منّ انها علمية أدبية اخبارية تصدر موقتاً مرة في الأسبوع لم تتضمن أخباراً أو مقالات أدبية أو علمية... في حين لم يخلُ عدد واحد منها، بدءاً من عددها الأول الصادر في غرة أيلول (سبتمبر) 1921، من أخبار ومقالات تستهدف استيطان فلسطين. فقد احتلت المقالة المعنونة تيودور هرتزل صفحة كاملة من باكورة أعداد المجلة أو بالأحري الصحيفة، كل شيء فيها - ما عدا صاحبها - يؤكد انها صحيفة بدءاًَ من ترويستها ومروراً بأعمدة صفحاتـها، وانتهــاء بالوعد الذي تكرر بأنها أسبوعية موقتاً، إذ نقرأ الآتي الأمل في عــودة اسرائيــل الي فلسطين لم يأخذ شكله العلمي ثم العملي إلا بذلك المفكر العظيم تيودور هرتزل . ومن أخبار الصحيفة التي تبعد ملايين الكيلومترات عن الأدب والفن ما نشر في العدد الصادر بتاريخ 25 كانون الثاني (يناير) 1923 عن يهودي عراقي من آل قدوري الذي أوصي بمبلغ 120 ألفاً من الجنيهات السترلينية لبناء مدارس يهودية في فلسطين، ويعهد الي الحكومة الانكليزية القيام بهذا العمل... وقد تألفت لجنة من ستة أعضاء: ثلاثة من قِبل الحكومة وثلاثة من الهيئة الصهيونية . أما الافتتاحيات والمقالات المتمحورة علي تهويد فلسطين، فحدّث ولا حرج حول عددها الكبير وعيار صهيونيتها الرفيع. تحت عنوان فرنسا والصهيونية قال الكاتب الصهيوني بوزاكلو في 10 تشرين الثاني (نوفمبر) 1921 ان هرتزل والدكتور نورده وغيرهما من أقطاب الحركة الصهيونية يرسمون في باريس أدق الخطط وأبدعها لتنظيم التشكيلات والتدابير المؤيدة لليهود في صيانة حقوقهم. ولا جدال انه في أرض فرنسا، ولد فكر تحرير اسرائيل. ان تصريح بلفور قد خلّد لحكومة لويد جورج اسمها. وان مؤتمر سان ريمو قد أضاف الي بلاد ميرابو ودانتون مجداً جديداً وفخراً مأثوراً . وختم الكاتب افتتاحيته باللاءات الإيجابية: لا مجال للقول انه لا يمكن لكل يهودي يتباهي ويفتخر إلا ان يكون صهيونياً لا يرفض مبدأ العودة الي الأرض المقدسة . ومن الافتتاحيات اللافتة، تلك التي شُنّت فيها حملات ضارية ضد الصحافي الوطني الفلسطيني عيسي العيسي وصحيفته الشهيرة فلسطين . وأكد الياهو منّ في افتتاحية العدد 30 الصادر في 30 آذار (مارس) 1922 ان في فلسطين جريدة استعارت اسمها من البلاد التي تقيم فيها لتموه علي القراء وتظهر للناس انها صادقة في خدمة الوطن الذي اتخذت اسمه الجميل شعاراً لها. هذه الجريدة الرصيفة لا تترك فرصة إلا وتنتهزها في بث سمومها بالقضية الصهيونية. وآخر ما بلغ من براهينها السفسطية عن ضعف الصهيونيين انهم يولمون الولائم ولا تسفر النتيجة عن غير الأكل والشرب . أضاف صاحب العالم الإسرائيلي : نعم أكلنا مريئاً وشربنا هنيئاً وحسونا كأس وطننا القومي الذي جاهر الحلفاء وجاهرت بريطانيا بحفظ تعهداتها لتنفيذ وعد وزيرها بلفور . ومن الذين اشتركوا في الحملة، البيروتي الصهيوني ايلي الذي قال للعيسي في العدد 85 الصادر في 3 أيار (مايو) 1923: تسأل يا حضرة الكاتب لماذا لم نرَ بقعة أخري في العالم تصلح لإنشاء ذلك الوطن القومي سوي فلسطين؟ ولِمَ لا يقوم في شرق أفريقيا الذي منحتنا اياه بريطانيا مقام فلسطين ؟ وأجاب بالسؤال الآتي: هل إذا هاجر رجل من لبنان الي الولايات المتحدة وبقي فيها 20 سنة، يفقد حقه في الحصول علي مسكنه وأراضيه إذا عاد الي بلاده بعد ذلك الوقت ؟ ولكن ماذا عن القدس في العالم الإسرائيلي البيروتية؟ في العددين 50 و51 الصادرين في 24 و31 آب (أغسطس) 1922، ظهرت افتتاحيتان حول عاصمة فلسطين، أولاهما معرّبة عن مجلة (رفيوف رفيوز) الانكليزية، إذ تساءل كاتبها هرلد شبستون: من يتسلم الأراضي المقدسة؟ العرب أم اليهود ؟ وأجاب: العرب يصرخون بأن فلسطين لها حكومة صهيونية، وهذا أبعد عن الحقيقة بكثير. نعم ان المندوب السامي اسرائيلي، وهو صرّح بشعوره الصهيوني، ولكنه في أشغــالـــه الإدارية مسؤول تجاه الحكومة الانكليزية رأساً. فالصهيونيون ليس لهم حصة في الحكومة وادارة البلاد . ولكن السؤال الذي أجاب عنه الصهيــوني الانكليــزي بالديبلوماسية الانكليزية المعــهودة، سدّده الصهيوني البيروتـي الياهــو منّ بعربيتـه الفصيحة: ان المركز الجديد الذي يجب أن نأخذه بديلاً هو القدس الشريف . يبقي ان العالم الإسرائيلي استمرت بالصدور في بيروت والتوزيع في مكتبات دمشق الي السنوات الخمس التي تلت نهاية الانتداب الفرنسي علي الجمهوريتين السورية واللبنانية، وتحديداً حتي العام 1948 تاريخ نهاية الانتداب البريطاني علي فلسطين وولادة دولة اسرائيل. 8 - مجلة فلسطين لغسان كنفاني وهشام أبو ظهر بلا نواح، بلا خطابة، تقدم فلسطين نفسها للعرب، مجلة قضية لشعب القضية. شعارات؟ ليس لدينا شعارات! ولكننا نطمح في أن نعرف الفلسطيني والعربي الي القضية أكثر وأكثر، وأن نبني جسر اللحم والدم بين من لجأ ومن صمد، أن نذكر ماضي الكارثة، وأن نصور حاضرها، ونحاول استشفاف مستقبلها . 5 تشرين الثاني (نوفمبر) 1964. بهذه الكلمات الأدبية والعقلانية، ومثيلاتها، رسم غسان كنفاني نهج المجلة في افتتاحية العدد الأول المنشورة في الصفحة الأخيرة. وكانت فلسطين البيروتية التي صدرت ملحقاً لصحيفة المحرر خلال عامي 1964و1965 خالية من الشعارات الرنانة الطنانة، ومليئة بالمقالات والدراسات العلمية والقصائد التي ساهم فيها الدكتور فايز صايغ وبرهان الدجاني ومعين بسيسو وبلال الحسن وغسّان كنفاني وغيرهم. الدور الصهيوني للأعضاء اليهود في الأحزاب الشيوعية هو عنوان أحد المقالات الكثيرة التي كتبها غسان كنفاني الذي استشهد في بيروت نتيجة عبوة زرعتهااستخبارات الموساد في سيارته. والدور المذكور الذي قام به مسؤولون في الأحزاب الشيوعية الغربية وموظفون كبار في الاتحاد السوفياتي، هو الذي قاد حملة الصهيونية العالمية علي الاتحاد السوفياتي، والتي تتهمه باللاسامية ، وذلك بسبب تأييده للقضية العربية واعتباره إسرائيل أحد جسور الاستعمار الكبري في العالم . وعلي سبيل المثال، فقد ألّف الأوكراني ث. كيشكو كتاباً بعنوان اليهودية بلا قناع . ردّت جريدة الـ ليونيتا الايطالية الشيوعية مطالبة بملاحقة الكاتب ودار النشر، ومقدرّة ان وراء الكتاب عناصر ستالينية لاسامية، ظن قراء الجريدة ان تولياتي هو صاحب الرد. والحقيقة ان المحرك وراء هذه الحملة التي تبناها الحزب الشيوعي الايطالي كان الرجل الثاني في الحزب: تيراسيني. والأخير، للمعلومات، يهودي ومتزوج من ابنة كاتب بولوني يهودي شهير . ولم يكن شيوعيو الولايات المتحدة أقل اتهاماً للاتحاد السوفياتي من الطليان بالنسبة لمعزوفة اللاسامية. فقد ظهر مقالان في مجلتهم شؤون سياسية حول الموضوع. واعترفت المصادر الأميركية ان هذين المقالين كتبا تحت ضغط العناصر اليهودية الأميركية وبصورة خاصة اليهود الذين يشغلون مناصب قيادية في الحزب الشيوعي الأميركي . 19 تشرين الثاني 1964 وفي المناسبة، فإن المجلة نشرت محاضرة مترجمة عن الانكليزية للدكتور فايز صايغ ألقاها في بيروت في جمهور غالبيته من الأجانب . كان عنوان المحاضرة الصهيونية في الولايات المتحدة . واستشهد المحاضر في سياق كلمته بالصحافي الأميركي جايمس رستن الذي عبّر عن واقع الدعاية العربية بالمقارنة مع الدعاية الصهيونية أصدق تعبير حين قال: ان الدعاية الصهيونية تسبق الأحداث بينما الدعاية العربية وراء الأحداث . وحول ما يردده اللوبي الصهيوني في أميركا عن طلب اسرائيل من الولايات المتحدة لمساعدتها في التفاوض مع العرب للوصول الي اتفاق سلام معهم عبّر صايغ منذ 36 سنة عن عدم قناعته بصدق المطالبة اذ قال: إنني مقتنع ان اسرائيل لا تريد السلام في الشرق الأوسط، وهي ترفضه علي أساس الوضع القائم في المنطقة. فالسلام بالنسبة لإسرائيل تخلٍّ عن طموحها القائم بالدولة الموعودة. لذلك فإن ما تردده الدعاية الصهيونية عن الرغبة في التفاوض مع العرب يخفي أهدافاً أخري كمحاولة قطع الطريق علي مقرري السياسة الأميركية من ان يفكروا في أي حل وسط يرغم اسرائيل علي التخلي عن مقاطعة معينة من الأراضي، أو الاعتراف بأي حق للاجئين العرب، أو التخلي عن مدينة القدس. ان الدعاية الصهيونية تحول بذلك دون مثل هذه الحلول الوسط، علي أساس ان المشكلة الأساسية تنحصر في نيات الحرب لدي العرب، وان الحل هو في الضغط علي العرب لقبول السلام . 25 آذار (مارس) 1965. وعلي ذكر الحلول الوسط، رفض قلم تحرير فلسطين أحدها الذي تقدم به الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة خلال زيارته للبنان في عهد الرئيس شارل حلو. والرئيس بورقيبة طالب وقتذاك الفلسطينيين بما يطلبونه اليوم، أي قبولهم لدولتهم الفلسطينية علي جزء من فلسطين، علي أن يكملوا سعيهم لتحقيق المزيد من حقوقهم وفقاً لمبدأ خذ وطالب الذي اتبعه في تونس مع المستعمرين الفرنسيين. ورداً علي حكاية المراحل والاعتماد علي المناورات البارعة لفت صاحب الرد - والمرجع انه غسان كنفاني نظر بورقيبة ان الصهيونية كانت تستغل كل المراحل السابقة، من ايام الانتداب الي الهدنة الأولي فالثانية، لكي تقوي نفسها وتجمع قوتها وتنقض علي العرب من جديد.25 آذار 1965. ونشرت المجلة نشيد فلسطين للشاعر الراحل معين بسيسو الذي قضي بالسكتة القلبية في احد فنادق لندن، وينص القسم الأول من النشيد علي الآتي: ستحترق ستحترق سلاسل الحدود من ورق لم تبق إلا هبة وتنطلق مشاعل الرايات في الأفق تصيح: شعبنا انطلق شعبنا انطلق ستحترق ستحترق سلاسل الحدود من ورق الي السلاح يا أخي تموت إن لم تصرخ الي السلاح للمتراس والخنادق وكانطلاقة البركان والصواعق فمن دمي نسجت يا اخي بيارقي ومن دمي حشوت يا أخي بنادقي إنْ ساعدٌ هوت فألف ساعد تمتد للسلاح ألف ساعد وإنْ سقطت قام الف مارد وألف راية تصيح في الأفق ستحترق ستحترق سلاسل الحدود من ورق يافا تلوح في الأفق 17 كانون الأول (ديسمبر) 1964. ولعل أهم ما نشر في المطبوعة المتواضعة الشكل، الرسالة التي وجهتها أسرة التحرير الي جان بول سارتر، واستهلتها بالقول انه ليس بالوسع ان ينسي الانسان الذي قرأك وتابعك، موقفك في الجزائر، ولا دورك في المقاومة، ولا صوتك في كوبا والفيتنام، ومعاركك من اجل اليسار . أضافت غامزة من عدم تأييده لفلسطين بسبب غياب ثورة أبنائها: نحن فلسطينيون يا سيدي. وقد يكون ذنبنا في البعد منك كوننا لم نبدأ الثورة بعد. وهو ذنب يجلدنا يومياً ولكننا سنسألك: هل يجب ان تبدأ الثورة كي نكسب تأييدك ؟ 13 أيلول (سبتمبر) 1965. يبقي باب يوميات الذي يكتبه صحافيون من خارج أسرة التحرير. ومن الذين طرقوا هذا الباب الزميل بلال الحسن حين اعتبر صوت ناحوم غولدمان في أكبر مؤتمر يهودي بأنه صوت مفرح الي أقصي حد . أما مبعث الفرح، فلأن أكبر زعيم يهودي في العالم والمنافس القوي لبن غوريون قد أعلن فشل كل المخططات التي عملوا لها عشرات السنين . وثمة عامل آخر يساهم أو يضاعف الفرح، وهو رسوخ ارادة الصمود والعمل من اجل العودة، والتي نمت في ظروف سيئة متعبة، لا يمكن ان تقارن بالأوضاع المعيشية المترفة التي يعيش فيها يهود المستعمرات في كل انحاء اسرائيل . 14 كانون الثاني (يناير) 1965. يبقي، أن حجم فلسطين وتبويبها يدلان علي انها جريدة لا مجلة كما ورد في افتتاحية كنفاني، وهي لم تعمّر أكثر من عامين ربما لأن رئيس تحريرها، وكدت أقول هيئة التحرير، غسان كنفاني، انتقل الي موقع نضالي جديد ودورية اكثر ثورية.

مجلة النفير الحيفاوية والنفائس العصرية لخليل بيدس

9 - صحيفة / مجلة النفير الحيفاوية ... تأسست في الاسكندرية لو أردت اختصار دورية النفير في ضوء مقولة الثابت والمتحول الأدونيسية، لقلت إنها كانت دائمة التحول منذ صدورها في الاسكندرية عام 1904 حتي أفول نجمها في حيفا عام 1945. أما الثابت الوحيد فيها فهو نهجها الوطني الفلسطيني الرافض للاستعمار البريطاني والاستيطان اليهودي. أسسها ابراهيم زكا في الاسكندرية بعنوان النفير العثماني في عهد النظام الحميدي في اسطنبول الذي كان يحطم الصحافيين وأقلامهم في طول السلطنة وعرضها. وعندما أعيد الاعتبار للدستور العثماني - الذي اشترك في رسم مواده اللبناني خليل غانم ونفّذه شهيد السلطنة الأكبر الصدر الأعظم مدحت باشا في السبعينات من القرن التاسع عشر - في صيف 1908، استأنفت الصدور في مدينة القدس أولاً وحيفا تالياً، ولكن بإدارة شقيق مؤسسها، إيليا زكا الذي حذف صفة العثماني من عنوانها. خلال الحرب العالمية الأولي توقفت عن الصدور، نتيجة بطش حكام السلطنة الجدد بالوطنيين والصحافيين في بلاد الشام بدليل ان معظم الذين شنقهم جمال باشا الملقب بالسفاح في ساحتي البرج (بيروت) والمرجة (دمشق)، كانوا صحافيين. إثر هزيمة الأتراك وحلول الإنكليز مكانهم في فلسطين، أكمل ايلي زكا إصدار النفير بدءاً من 23 أيلول (سبتمبر) 1919. ولم يكن الانتداب البريطاني أقل قساوة من المكتوبجي العثماني خصوصاً بالنسبة للصحافة الوطنية في فلسطين التي كانت تناوئ وعد بلفور الذي بدأ الإنكليز بتحقيقه منذ اليوم الأول لدخولهم فلسطين. وفي العام 1933 نال الإخوان سهيل وزكي زكا ترخيصاً لصحيفة نسيبهم إيليا، وبدأ بإصدارها، ولكن كمجلة اسبوعية جامعة . تلك أبرز التغييرات التي تعرّضت لها مطبوعة النفير . أما ثباتها علي موقفها الوطني، فإنني أورد في ما تبقي من مساحة هذه العجالة، نماذج عنه، يوم كانت النفير صحيفة تصدر مرة كل أسبوع ويوم أصبحت مجلة. في العدد الصادر بتاريخ أول تشرين الأول (اكتوبر) 1919، وتحت عنوان جولة في فلسطين ، لاحظ إيليا زكا في سياق الافتتاحية غلاء أسعار الحاجيات، وارتفاع اجارات البيوت والمخازن، والاستخفاف بالوطني وتفضيل الأجنبي، وإعطاء المناصب لغير أربابها، وفساد أخلاق المأمورين الذين يفسدوا أخلاق رؤسائهم . والكاتب هنا ينتقد السلطة الإنكليزية الجديدة في بداية الانتداب. وفي 20 أيلول (سبتمبر) 1931، تمحورت افتتاحية سهيل زكا علي الوطني النابلسي أكرم زعيتر بمناسبة اعتقاله من قبل السلطة البريطانية بسبب مقاومته الاستيطان اليهودي. وأكد الكاتب في المقطع الأخير من الافتتاحية ان كل شاب في فلسطين يعتقد ما يعتقده أكرم، فإذا كانت السياسة ترمي الي قتل هذه الروح الوطنية الثائرة، فما عليها إلا أن تفتح أبواب السجون وتزج فيها الشباب الفلسطيني. وأما أكرم الذي غضب للكرامة الممتهنة والحق السليب، فهو رمز الشباب الناهض، وما هذا الحكم الذي مُني به أخيراً إلا جوهرة تلمع في تاج اخلاصه ووفائه . ويذكر أن زعيتر الذي رحل منذ سنوات قليلة، كان وزيراً في الأردن، ولعب دوراً ثقافياً ووطنياً ملحوظاً في بيروت. وتحت عنوان فلسطين أرض الآباء والأجداد كتب أيوب حنا أيوب في 8 تشرين الأول 1934 استهلها بالقول إن مزاحمة اليهود قائمة علي قدم وساق، والعمران المندثر يعود الي سابق عهده رويداً رويداً، وأقدام أبناء عمنا ترسخ في أرضنا المحبوبة مسوقة إليها من جهات العالم الأربع. نري أن فلسطين في رخاء وحركة مباركة يحسدها عليها العالم بأسره بفضل النشاط اليهودي والعدالة الإنكليزية . واستدرك الكاتب ليقول، قبل ان يظن قراء النفير إنه مؤيـد للاستيطان اليهودي، إنه تجاه الحقائق المؤلمة يجدر بنا ان نجيل النظر في الوطنية العربية، فيتبين أن البون شاسع بين العربي واليهودي . وتساءل: متي ننهض ونولد قوة تكون سداً منيعاً في وجه كل من سوّلت له نفسه اغتصاب أرضنا المقدسة الممزوج ترابها بدماء أجدادنا الأقدمين . أما الطبيب سليم سلامة، فكتب في مقالته المنشورة بتاريخ 29 تشرين الأول 1934 حول الفم وأمراضه مؤكداً ان الفم يشبه فلسطين في كونه تحت استعمارين: الأول استعمار الجراثيم، والثاني استعمار المنتدبين. ويتعاون الاثنان معاً. فبينما الأول ينشئ المستعمرات لبنيه من شذاذ الآفاق المتباعدة فيحدث الالتهابات الحادة والمزمنة، إذا بالثاني يكمّ الأفواه ويخرس الألسنة بالطرق القانونية من مثل قانون جرائم الفساد والتشديد علي الصحافة . ويوالي أبو فؤاد نشر زجلياته الوطنية بصورة دورية. فنقرأ الأبيات الآتية في القصيدة المنشورة في 17 كانون الأول (ديسمبر) 1934: جابو لنا وعدهم المشؤوم وجلّ بلادنا سكنوها يا عربي إصحي صحّ النوم بلاد جدودك أخدوها رفقة وسيرينا ويا شلوم وربيكا من وارسو جابوها لتمام وعدهم المشؤوم زاطو وزقططوا حسادي ملكو بلادنا وخدوها وصبحنا فيها م الأغراب أموال كثيرة دفعوها والسمسرة جت عالطبطاب والندل سمسر علي بيته باعه وصبحت عيشته هباب وأهل الزعامة ضحوها بالمال وهاصو حسّادي. وخلال ثورة الفلسطينيين في العام 1936، كانت النفير في طليعة الدوريات الفلسطينية الوطنية، إذ كرّست كل صفحاتها دفاعاً عن الثوار وضد المستعمرين والمستوطنين. لعلّ الصفحة الأولي من العدد الصادر في 3 أيار (مايو) 1936 تعزز نظرية القائلين إن التاريخ يعيد نفسه. فقد احتلت تلك الصفحة المانشيتات الآتية: شهداء فلسطين يستقبلون الطفل يوسف فتح الله ستيتيه وله من العمر اثني عشر عاماً فقط... اشهد ايها العالم... اشهدي يا أوروبا... واشهدوا أيها المتمدنون . وكما أن يوسف ستيتيه لم يكن الشهيد الأول في قافلة الشهداء الأطفال، فإن محمد الدرة لن يكون الأخير.
[/align]
توقيع هدى نورالدين الخطيب
 
[frame="4 10"]
ارفع رأسك عالياً/ بعيداً عن تزييف التاريخ أنت وحدك من سلالة كل الأنبياء الرسل..

ارفع رأسك عالياً فلغتك لغة القرآن الكريم والملائكة وأهل الجنّة..

ارفع رأسك عالياً فأنت العريق وأنت التاريخ وكل الأصالة شرف المحتد وكرم ونقاء النسب وابتداع الحروف من بعض مكارمك وأنت فجر الإنسانية والقيم كلما استشرس ظلام الشر في طغيانه..

ارفع رأسك عالياً فأنت عربي..

هدى الخطيب
[/frame]
إن القتيل مضرجاً بدموعه = مثل القتيل مضرجاً بدمائه

الأديب والشاعر الكبير طلعت سقيرق
أغلى الناس والأحبة والأهل والأصدقاء
كفى بك داء أن ترى الموت شافياً = وحسب المنايا أن يكن أمانيا
_________________________________________
متى ستعود يا غالي وفي أي ربيع ياسميني فكل النوافذ والأبواب مشّرعة تنتظر عودتك بين أحلام سراب ودموع تأبى أن تستقر في جرارها؟!!
محال أن أتعود على غيابك وأتعايش معه فأنت طلعت
هدى نورالدين الخطيب غير متصل   رد مع اقتباس