حياك الله سيدة النور الكريمة وأشكرك على طرح هذا الموضوع الهام والشائك ولقد راقني طرح الدكتور فيصل لهذا الموضوع في برنامجه الأسبوعي من خلال طرح هذه الأسئلة حول الإرهاب:
باتت الحرب التي يخوضها العالم على ما يسمى الإرهاب مبررا للكثير من الأنظمة الديكتاتورية لقمع شعوبها ووأد أي محاولة لمعارضتها أو الثورة عليها.
حلقة الثلاثاء (16/12/2014)
[center]من برنامج "الاتجاه المعاكس" تناولت هذا الموضوع، وتساءلت: ألا يستخدم أعداء الثورات "بعبع الإرهاب" للقضاء على الربيع العربي وإلهاء الشعوب وإعادتها إلى حظيرة الطاعة؟
ألم يرفع نظام بشار الأسد في سوريا شعار مكافحة الإرهاب منذ اليوم الأول للثورة؟ وفي مصر ألا تستخدم قوانين مكافحة الإرهاب لقمع أي أصوات ثورية ترفض العودة إلى "زريبة الطاعة" العسكرية والمخابراتية؟
وفي تونس، ألم يستخدم أذناب بن علي المتاجرة بالإرهاب لإعادة الشعب التونسي إلى عباءة الاستبداد؟
لكن في المقابل، لماذا يحاول البعض إنكار وجود الإرهاب في المنطقة ويصوره على أنه صنيعة ديكتاتورية مخابراتية؟ ألم يكن النظامان السوري والمصري مضطرين لسن قوانين لمكافحة الإرهاب؟
أليس التركيز العربي والدولي على الإرهاب له ما يبرره؟ ألا يشكل الآن خطراً على العرب والعالم؟
وأظهرت نتيجة التصويت المنشور على صفحة البرنامج على الجزيرة نت أن 95.7% من المشاركين يرون أن أعداء الثورات يستخدمون الإرهاب "بعبعا" للقضاء على الربيع العربي؟ بينما رأى 4.3% عكس ذلك.[/center]
كان النقاش بشكل عام لابأس به ولم يشمل كل الجوانب المتأملة منه وقد تخلله بعض التراشقات اللفظية من كلا الجانبين وخصوصا من الضيف الكريم ومقدم البرنامج لعدم تركهما للمحاورة توصيل فكرتها بشكل واضح وصحيح والتشويش على مداخلاتها في بعض النقاط الهامة والمفيدة للسامع والمتلقي في نفس الوقت
وعلى العموم حسب ما أعتقده من خلال مسيرة الثوراة العربية في الوطن العربي اتضح جليا أن الحركات الإسلامية الراديكالية اختطفت الثورة من الشعوب بغية الوصول إلى أهدافها الجلية وهي تحقيق حلم الخلافة أو التبعية لولاية الفقيه باستعمال جميع الوسائل المشروعة والغير مشروعة لأنها وبكل بساطة لاتعترف بالوطن ولا بالحرية والديمقراطية كمركز للثورة والتغيير وهذا ما عرض هذه الثورات لعودة الأنظمة الدكتاتورية العميقة بدلا عن هذه التيارات الراديكالية التي تخبط خبط عشواء بأجنحتها السياسية والعسكرية هدفها تدمير مِؤسسات الدول بحجة محاربة الكافر المرتد,,,,
إن ما أشار إليه الدكتور عزمي بشارة في كتابه الثورة التونسية المجيدة يوضح بجلاء هذا الطرح كحالة متطورة وناضجة. تبدو وكأنها جسد مدني سياسي تمايزت فيه الاعضاء، ويكاد يكون مكتمل النموّ. انها لوحة تمايزت فيها الالوان، ولا تكتفي بالأسود والأبيض.
لذلك أقول لايمكن نجاح أي ثورة إلا بوعي جماعي جديد أسس له منذ سنوات عديدة في الكفاح من أجل الحرية رغم التنكيل والإعتقال والسجون والقمع إلا أنه ظل متماسكا واعيا متقبلا للرأي الآخر ومتفاعلا معه ولم يحمل قط سلاحا لإرهاب الوطن
وحتى لانقع في الخلط بين هذا وذاك تجدر الإشارة إلى أن المقاومة المسلحة ضد الإستعمار والإضطهاد حق مشروع بموجب كل القوانين الدولية والأعراف الإنسانية وعار على كل من يصمها بالإرهاب....
و
للحديث بقية
ولك كامل الود والتقدير