عرض مشاركة واحدة
قديم 23 / 12 / 2014, 45 : 06 PM   رقم المشاركة : [9]
عمر الريسوني
كاتب نور أدبي ينشط

 الصورة الرمزية عمر الريسوني
 




عمر الريسوني is on a distinguished road

رد: فسالت أودية بقدرها

بارك الله فيكم أخي الغالي زين العابدين ابراهيم

فلقد كان والدي رحمه الله يذكر كثيرا في مجالسه محمد عزيز الحبابي كان يذكره دائما بالخير وبخصاله السمحة وفكره العميق ، وهو حقا مفكر له مكانته
ففلسفة محمد عزيز الحبابي تنطلق من تبيان مفهوم الإنسان الذي يتحقق في نظره من خلال عملية التحرر من وضعية الكائن إلى الشخص، فهو يعتبر أن الإنسان كائن وشخص، كائن يخضع لضرورات، أي لشروط بيولوجية واجتماعية وتاريخية، وشخص يمارس حريات ، لكن هذه الحرية تكون مشروطة بالوضع المجتمعي، بمعنى أنها ليست مطلقة وليست ذاتية، بل تتحقق حينما ينفتح الشخص ويتجه صوب الآخرين ومنه يستطيع، شخص له نواياه أي مقاصده التي تجعل أفعاله أفعالا قصدية وليست آلية، تسمح له بتفهم الوضع الذي يعيش فيه وتمكنه من اختيار الوسائل الملائمة لتجديد بناء ذاته، وهذه القصدية الواعية هي التي تضفي طابع الحرية على الفعل الإنساني
إن الشخص إذن كائن حر في ظل شروط يتفاعل معها، الأمر الذي يجعل الحرية فعلا وليس صفة، فعلا يتشخصن به ويحقق به كماله العقلي والنفسي والاجتماعي والأخلاقي ، وبقدر ما أن الشخص حر ويسعى إلى تحقيق ذاته بحسب ما يريده في المستقبل، فهو أيضا ملزم أمام نفسه وأمام المجتمع، بأن له قضايا إنسانية واجتماعية يضع نفسه في
خدمتها هكذا فالحرية حسب عزيز لحبابي، ليست مجرد حرية نظرية ذاتية، بل إنها حرية مجتمعية وتاريخية، إنها حرية ملتزمة بقضايا المجتمع ، والشخص الحر في ظروفه هو الشخص القادر على تحويل الظروف من عوامل تتحكم فيه وتوجهه، إلى إمكانات يتحكم فيها وبها لبناء ذاته وتجديد شروط حياته .
عمر الريسوني غير متصل   رد مع اقتباس