24 / 12 / 2014, 15 : 11 AM
|
رقم المشاركة : [2]
|
مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان
|
رد: جراح عميقة على صفحات دامية / هدى الخطيب
[align=justify] أحبك في الإنسانية والعِرق وأشفق عليك وعليّ وعلى أمّتك من نفسك.. من الغمامة التي تحجب عنك الرؤيا..
أمرّ ما أفجعنا به هذا الزمن تشوه إنسانيتنا وتحولنا لخليط مشوش على هيئة بشر!..
حين نتحول لشركاء في الظلم ونحن المظلومين على مر الزمن!..
ليس ضرورياً أن تقتل بيديك لتكون قاتلاً ، يكفيك أن تتعاطف مع القاتل وتنكر جريمته وتتستر عليها وتدافع عنه وتسعى جاهداً لتجميل صورته وتجرّم ضحاياه وتخلط الأوراق وتقلب الصور عمداً في سبيله دون أن تحاسب نفسك مرة ولا تنتبه كيف بات كل هؤلاء الضحايا في عنقك أنت أيضاً...
حين تصدّق أنّ ظالماً سيفك أسر أمتّك ومستعبد لإنسانها سيحررها وسادي نيروني متعطش لسفك الدماء سينصفها..
حين تروج أن الضحية مجرم وعميل وخائن والمجرم عادل ووطني وإنساني !..
حين تصدق أن محتل داخلي سيحرر الوطن من محتل خارجي !..
حين يخلقك الله حراً وتصرّ أنت أن تكون تابعاً لسلطان جائر !..
حين تعملق قزماً في مقاييس الإنسانية وتنفخ طبلاً فارغاً مأزوماً مريضاً بأناه !..
حين لا يرقّ لك قلب ولا يرفّ لك جفن وترى في المعذبين مجرد أوباش مذنبون لا يرقون لمرتبة بشر ، فلا تشفق على رضيع بغير جريرة يحرق أو تقطّع أوصاله .. ولا أمّ تفجع ويتيم ولطيم يضيع ويشرّد ويجوّع حتى تجف عروقه.. ولا ربّ أسرة يتسلون بتعذيبه وشابة ينتهك عرضها ، فتؤلف أو يؤلفون لك قصة تروجها فقط لتستر بها عيوب الحقيقة التي تعرفها في قرارة نفسك لو تجرأت أن تسألها!!...
حضارة عظيمة تدكّ وتباع وتنهب فيضيع أصلك وتاريخك وحقوقك .. وإرهاب يستجلب ويفرّخ فيشوه دينك وقرآنك ومحمدك !!..
أن تكون ضد الظالم لا يعني أبداً أن تأخذ صف الرجعية أو تقف مع الإرهاب..
متى تصحو وتعود ذاتك إلى ذاتك ورشدك إلى عقلك ؟!..
متى تدرك أنك أنت من يثبّت الاحتلال حين تدعم الظلم والفساد وبأنك تبيع الوطن والإنسانية وتساهم في تحويل من تبقى من الضحايا إلى وحوش وتخسر الوطن وإنسانه وتغتال بذور الأمل ؟!! [/align]
|
|
|
|