[ميساء البشيتي]

أنا نور أدبية تحاول أن ترفع رأسها من تحت أنقاض وركام الملل ..
ومن وسط خيبات الأمل العديدة والمتلاحقة التي تطاردنا كظلنا في هذه الأيام ..
آخر شيء كان يخطر في البال أن تنال منا الصدمات وخيبات الأمل .. وأن نصبح
كتلة جامدة متصحرة خالية من كل الأحاسيس وباردة الروح والجسد ..
الحروف التي كانت تنام في حجرنا هجرتنا والكلمات التي كانت تقف في سقف الحلق تجمدت
والرغبة في أن أزرع شتلة ياسمين على شرفات الصباح ماتت أو قتلت ..
وهذا ليس غريباً في وقت أصبح فيه القتل لغة البشر وتحية الصباح والمساء ..
كنت أصرُّ على ألا أفتح فمي بحرف وأحد وأن أغلق ستائر الأيام على كل ما مضى ..
وأن أمضي في طريقي بعيداً عن نور الأدب وعن كل مكان كانت حروفي تركض إليه
وتتخذ منه وطناً لها .. لم أعد أؤمن أن الخير ما يزال في البشر ولم أعد أؤمن
أننا نستطيع ببسمة أن نمسح دمعة أو نجبر خاطر ما كُسر ..
ولكن يبقى فينا شيء نحن النساء أننا دائما نكون أقوى من الألم ومن خيبات الأمل
ومن الصدمات ومن الإحباطات ومن كل الجرائم التي ارتكبت بحق الإنسانية
في الفترة التي مضت والتي ما تزال سائرة في طريقها المجهول والذي سيودي بنا إلى العدم
سأقف اليوم ليس لأقول أنا القوية الصامدة المرابطة التي لا تهزني رياح الانهزامات ..
لا أنا الهزيمة نالت مني وطالت حروفي وروحي ورئتي وكل مسامات جسدي ..
ولكن يجب أن تبقى صداقتنا على مركب الأمان تسير لو وسط أمواج متلاطمة
لكن يجب أن تبقى سفيتنا سائرة وإلى الأبد وبعيداً عن كل التحديات التي هزمتنا
كل عام وأنت يا صديقتي هدى بألف خير
وكل عام وأنت يا صديقتي ناهد بألف خير
وكل عام وأنت يا صديقتي بوران بألف خير
وكل عام وأنت يا صديقتي نصيرة بألف خير
وكل عام وأنت يا صديقتي عروبة بألف خير
وكل عام وأنتن يا صديقاتي فتيحة وفتيحة وناجية وآمال وإلين وأسماء
وشيماء ونورة وفاطمة واحلام وميرفت ومرمر ورجاء وكل الحبيبات
كل عام وأنتن بألف خير
ومع أننا جميعنا في حالة غياب !