|  11 / 08 / 2008, 46 : 09 AM | رقم المشاركة : [1] | 
	| مديرة الموقع المؤسس - إجازة في الأدب ودراسات عليا في التاريخ - القصة والمقالة والنثر، والبحث  ومختلف أصناف الأدب - مهتمة بتنقيح التاريخ - ناشطة في مجال حقوق الإنسان 
 | 
				
				عائد إلى يافا
			 
 [frame="2 10"] عائد إلى يافا / محمود درويش 
 
 
 هو الآن يرحل عنا ويسكن يافا
 و يعرفها حجرا حجرا
 و لا شيء يشبهه
 و الأغاني
 تقّلده..
 تقلد موعده الأخضرا.
 هو الآن يعلن صورته_
 و الصنوبر ينمو على مشنقة
 هو الآن يعلن قصّته_
 و الحرائق تنمو على زنبقة
 هو الآن يرحل عنا
 ليسكن يافا
 و نحن بعيدون عنه.
 و يافا حقائب منسية في مطار
 و نحن بعيدون عنه.
 لنا صور في جيوب النساء.
 و في صفحات الجرائد،
 نعلن قصّتنا كل يوم
 لنكسب خصلة ريح وقبلة نار.
 و نحن بعيدون عنه،
 نهيب به أن يسير إلى حتفه..
 نحن نكتب عنه بلاغا فصيحا
 و شعرا حديثا
 و نمضي.. لنطرح أحزاننا في مقاهي الرصيف
 و نحتجّ: ليس لنا في المدينة دار.
 و نحن بعيدون عنه،
 نعانق قاتله في الجنازة،
 نسرق من جرحة القطن حتى نلمع
 أوسمة الصبر و الانتظار
 هو الآن يخرج منا
 كما تخرج الأرض من ليلة ماطره
 و ينهمر الدم منه
 و ينهمر الحبر منّا.
 و ماذا نقول له؟- تسقط الذاكرة
 على خنجر؟
 و المساء بعيد عن الناصرة !
 هو الآن يمضي إليه
 قنابل أو.. برتقاله
 و لا يعرف الحدّ بين الجريمة حين تصير حقوقا
 و بين العدالة
 و ليس يصدّق شيئا
 و ليس يكذب شيئا.
 هو الآن يمضي.. و يتركنا
 كي نعارض حينا
 و نقبل حينا .
 هو الآن يمضي شهيدا
 و يتركنا لاجئينا!
 و نام
 و لم يلتجيء للخيام
 و لم يلتجيء للموانيء
 و لم يتكلّم
 و لم يتعّلم
 و ما كان لاجيء
 هي الأرض لاجئة في جراحة
 و عاد بها .
 لا تقولوا: أبانا الذي في السموات
 قولوا: أخانا الذي أخذ الأرض منا
 و عاد..
 هو الآن يعدم
 و الآن يسكن يافا
 و يعرفها حجرا.. حجرا
 و لا شيء يشبهه
 و الأغاني
 تقلّده.
 تقلد موعده الأخضرا
 لترتفع الآن أذرعة اللاجئين
 رياحا.. رياحا
 لتنشر الآن أسماؤهم
 جراحا.. جراحا.
 لتنفجر الآن أجسادهم
 صباحا.. صباحا.
 لتكتشف الأرض عنوانها
 و نكتشف الأرض فينا.
 
 [/frame]نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
 | 
    |  | 
	|   |   |