إلى صديقتي العزيزة هدى،
إلى صديقتي العزيزة هدى،
أتمنى أن تكوني بخير وأن لا تكون الثلوج المتراكمة في كندا مع سواد الأحداث التي تدور حول العربي قد أوصلت الكآبة إلى أبواب قلبك. فلازلنا نحبّ ياهدى، لازلنا نحبّ!
إن فرقتنا المشاغل أو الدروب وأبعدتنا عن الإنسان كما عرفناه بصدق ونقاء فإنّنا نحفظ الودّ كوردة لاتذبل، نتذكره ونجدها تصحو تُحَيِّينا وتذكرنا بالجمال في النفوس وبأننا عندما نتبادل الطيبة مُختارين لا مجبرين تبقى آثارها معنا ومُختارين مجددا ننتصر لها لتستمر .
إنك الصديقة ولو خلف ألف بلد ولو خلف شهور وحتى سنوات من الغياب. كلامنا القليل الذي أطعمناه المحبة والصدق وابتساماتنا وتقاسمنا فيه مخاوفنا ولحظات انكسارنا نسج من الحزن والشجاعة والمواساة والفرح الجسور بين قلوبنا فما لنا بالمسافة إن كان الطريق بيننا ناعمًا مفتوحا وإن كنّا في المحبة من الناجحين.
آخر ماكتبت لك كان ربما سطرين أو ثلاثة في العام الجديد لكنني اليوم بمناسبة إنسانيتنا المستديمة أُعاود مفاجأة بريدك وأُمطرك بالأماني المتعاونة إلى حدود آذار ونيسان والشمس المصيفة بعيدا الآن، العائدة إلينا موقظة حفلات الأزهار واستعراض فساتينها الذي لا يُمَلّ.
هدى أتمنى أن تكوني بخير وأن تجيدي العناية بنفسك، لا بل أن تتقنيها.
دمت بصحة وسلامة وخير.
Nassira 9-1-2015
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|