[د. محمد رأفت عثمان]

بسم و الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا محمد
- نعمـة النـوم , هذه النعمة الربانية التي تأتينا لتأخذنا بإذن بارئها إلى عالم مجهول لا صخب فيه و لا نصب , لا ألم و لا كدر , تأخذنا إلى ذاك العالَم لنرجع بعد ذلك و قد استعدنا نشاطنا و قوتنا , استعدنا تفكيرنا و تركيزنا , تفاؤلنا و إقدامنا , و نحن الذين كنا في بحر من التعب و الإرهاق , و الكدر و الخمول , تأتينا هذه النعمة المجانية لتغسل عنا أدران تعبنا و سموم إرهاقاتنا و لتكون سبباً في بث الحياة فينا من جديد و اكتساب المزيد من أعمال الخير و رفع الدرجات و ربما لتَلَقّي شيء من الله عزوجل عبر رؤى منه جل جلاله , فلله درها من نعمـة عظيمة , نزداد بها نوراً و تألقاً و رقياً .
- نعمـة المـوت للمؤمن هي نعمـة عظيمة جليلة و ذلك لأنها مفتاح سجنه و حبسه , يرسلها الله عزوجل لتفتح له باب سعادة الآخرة و جنانها و لتحرره من أثقال الدنيا و أكدارها إلى راحة الآخرة و نعيمها و لتكون سبباً في خلاصه من تعب الدنيا و آلامها و لتأخذه إلى بارئه الذي طالما عبده من دون أن يراه , متحملاً آلام التكليف و مشاق الأوامر و النواهي , ليرى ربه جل جلاله , ليرى الإله الذي أحبه و الذي عبده و اشتاق قلبه قبل عينيه لرؤيته , ليرى جلاله و جماله , ليرى عدله في الظالمين الكفرة و الفاسقين الفجرة و ليرى فضله في المؤمنين البررة و المتقين ذي القلوب المطهرة , و لتأخذه إلى أحبابه الذين سبقوه إلى تلك الدار الآخرة , يلتقي بهم فيزداد سعادة و هناء و سروراً .
اللهم لك الحمد حمداً يليق بجلال و جهك و عظيم سلطانك , حمداً يوازي نعمك و يكافىء مزيدك , حمد الأولين و الآخرين , ملء السماوات و الأرض و ما بينهما و ملء ما شئت بعد يارب الأرباب و الخلق أجمعين .

الكاتب : د.محمد رأفت أحمد عثمان/دمشق – 30أيلول 2013