رد: أ.رأفت العزي،، ضيفنا في مجلس التعارف
وهذا العم ابو احمد .. الرأس المفكر في حل المشاكل - من بعد اذن " الأمير" أو الزعيم طبعا -
وهذا العم " ابو جفيلي " الرجل المؤتمن والذي يمون على مجموعة معظم الشباب " القبضايات "
الحاضرين للنجدة في وقت الشدة - ولا يترددون - ...!!
وهذا العم ابا ياسين ... حلاق الديوان .. وفي مكان رفيع يجلس " الدكتور " وهناك في زاوية إلى معظم
الوقت لا يتكلم على عكسي تماما ، هو أكبر مني بقليل لكننا كنا لا نشبه غيرنا من الأولاد في ذلك الحي من المخيم
كنا الوحيدين اللذين كان يُسمح لنا بالجلوس على طرف خيمة ذلك الديوان ؛هو لهدوئه وموهبته ،
وأنا لطاعتي وإنصاتي ! كان لا يتحدث إلا من يداه ، بهما كان يعبّر يرسم على ورق الأكياس الممزقة
شخصيات قصص العم أبو مصطفى المروية ، ويخربش في اليوم التالي على رقعة من الحيطان والجدران
القليلة في المخيم ، كنا نعرفه ولا نعرفه ! لم أعرف أن صديقي صار بعد مضي سنوات وسنوات ذلك
الرجل الذي صار الزعماء يهابون من خربشاته التي عرفها معظمكم لم اعرف أنه سيأتي اليوم الذي
صرت أشتري فيه الجريدة واحيانا لا اقرأها من أجل رؤية ما رسمت يداه .. كان يكفي ان أعرف موقف " حنظلة "
وان لم تسمح ميزانيتي في يوم كنت احتال على البائع ، أوهمه بشرائها !
أنحني فوق رصيف الشارع ، أمد يدي وأقلب صفحتها الاخيرة ...
ألقي نظرة أختصر فيها القراءة !
ما اروعك يا ناجي... كنت تعبّر عن الموقف بخربشة من ريشتك ،
حينما أنظر لموقف " حنظلة" أعزز ما في نفسي
.. هو نفس الموقف .. فمن ذات المعين شربنا
الرسمة تنطق فلسفة فما اروعك يا ناجي
جعلت كل من يعرفك " حنظلة" ..!
دلّ الكثيرون على الطريق ، عرّف الكثيرون ان ليس كل" متمارد" هو مارد ... !
علمنا سر تصوير الابعاد .... ليبدو حذاء ولد صغير يحمل بيده حجرا اكبر من ذاك المتمارد!
قتلتك الصوره؟!
نعم
لكنك يا ناجي .... حاصرت كل متمارد ، متآمر، رجمته بأحجارك المصنوعة من قلم الرصاص
فرضت السجن عليه.... عريته حتى من ورقة "التوت" فبانت عورته !
الم يخبرنا " النواب " بان ضرب حجر على رأس افعى هنا ... كضرب حجر على رأس افعى هناك ؟
الم تخبرنا قصص الاجداد بذلك الولد الذي اعاد سجن المارد بقدرة عقله إلى محبسه الصغير ؟!
ما اروعك يا ناجي .... علمت الاطفال كيف ترمي حجرا .... علمت الاطفال كيف ، تحب الأرض ..
تعشق الشجر تسعد في المطر .... وكيف بتضحياتها ستبني وطنا حرا مهما طال الزمن وكبرت التضحيات .
حنظلة " .... !!
تلك الشخصية المعبرة عن صورة الأنسان العربي المسحوق الا في كرامته ..
الا في عنفوانه .. الا في ابائه، ورفضه لواقعنا العربي الأليم ..
و" حنظله " الذي رفض الاستسلام وما زال مقاوما حتى لو ارغموه .. لو جوعوه وحاصروه ... ولو
قيدوا يديه ووضعوا سكينهم بيد الجهلة من بنيه ... سيبقى التعبير عن الرفض في عينيه .. ولو دفنوه
ستنبت الأرض المعطاءة مليون حنظلة من قبل ومن بعد .
وسنبقى نغنى لفلسطين والفقراء والوطن الكبير كما كنا ونشأنا !
أما درجة تعليمي فله حكاية صغيرة سارويها وهي في أي حال لا تختلف عن أولئك الأطفال الذين
يخرجون من مدارسهم ليعيلوا أهلهم في أوقات الشدة فأنا يا سيدتي لم اتعدى الصف الرابع الابتدائي
مع ذلك عملت على تطوير نفسي في عدد من المجالات سنحكيها إن قُدّر لنا .
|