[د. محمد رأفت عثمان]

بسم و الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا محمد
أخي المسلم : نعمـة القيـامة و الحسـاب في الآخـرة نعمتان لا يعرف قدرهما إلا أنت , تعرف قدرهما لأنك تعرف أن خَلقَكَ لم يكن عبثاً و أن حياتك ليست فوضى تعيشها كيفما تشاء , تعرف قدرهما لأنك تفعل الخير الذي به تستقيم الحياة و أنه لابد لك من أن تنال ثواب ما قدمت و لأنك تريد أن تدخل الجنة إلى جوار حبيبك الله عزوجل بصحبة المطهرين الأبرار و ليس الفسقة الأشرار , تعرف قدرهما لأن بهما تتم حكمة الباري سبحانه و لأنهما بوابة عبورك إلى النعيم الأبدي و ليس إلى الجحيم مع الفجار , تعرف قدرهما لأنك ترى الظالمين يعوثون في الأرض فساداً و أنه لابد لهم من قصاص لأفعالهم و أنه لابد لهم من يوم يدور عليهم فيشفي الله عزوجل به صدور الأخيار انتقاماً من أولئك الذين ارتضوا أن يغتصبوا الحقوق و يستعبدوا الأحرار .
أخي المسلم : تصور لو أن عملك الصالح يضيع هباء منثوراً , لا أجر و لا جزاء , و أن الفاسدين المفسدين يفعلون ما يشاؤون , يظلمون و ينتهكون المال و الأعراض من دون أي حساب أو عقاب , كم ستكون حياتك حينئذ حزينة و كم سيكون ألمك عندذاك عظيماً , فاشكر الله يا أخي على نعمـة ستأتيك حتى يذيقك الله عزوجل بها سعادة الدهر .
اللهم لك الحمد حمداً يليق بجلالك و حكمتك و عظمتك , اللهم لك الحمد حمداً يزيدني و المسلمين قرباً منك , اللهم لك الحمد حمد الأنبياء و الصديقين و حمد الأوابين التائبين المستغفرين .

الكاتب : د.محمد رأفت أحمد عثمان/دمشق – 23تشرين1 2013