[رأفت العزي]

اقتباس   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة arouba shankan أ.رأفت نشكر رحابة صدرك وصبرك، أُكرر سؤال أدرجته سابقا أول مرة زرتم دمشق متى وما السبب ما هي ذكرياتك عن دمشق تحيتي

أحب دمشق هوايا الأرقا
أحب جوار بلادي ثرى من صبا
و وداد رعته العيون جميلة و قامة كحيلة
أحب أحب دمشق

أعتذر منك سيدتي عروبة وها أنا على الفور حاضر للإجابة

كان الزمن في اواخر 1965 حين حضر رئيس منظمة التحرير الفلسطينية المرحوم " أحمد الشقيري "
إلى لبنان وجال في مختلف المناطق التي يتواجد فيها الفلسطينيون وكان للرجل تأثر كبير على الجماهير
دبّ فينا الحماس من اجل الالتحاق بالمنظمة؛ وكانت سوريا في ذلك الوقت قد أنشأت لواءً عسكريا سُميّ
بلواء حطين يتكون أفراده من الفلسطينيين المقيمين في سوريا ومن يستطيع الإفلات من فلسطينيو لبنان؛
وكانت السلطات اللبنانية آنذاك تمنع الفلسطينيون من مغادرة لبنان إلا بتصريح معلل وعلى الخصوص تجاه
سوريا ولم تكن الوسيلة للهروب من السلطات سوى مغادرة البلاد خلسة نسلك خلالها الطرق الوعرة في
الجبال فننتقل ما بين البلدين بكل سهولة ويسر وعندما نصبح في الأراضي السورية نشعر بأنفسنا كالعصفور
الذي اطلقت له الحرية ولم تكن السلطات السورية حينها تدقق معنا بل تساعدنا على الالتحاق بجيش المنظمة ؛
هذه كانت أول زيارة لي إلى دمشق التحقت بجيش التحرير الفلسطيني وخضعت لأول دورة عسكرية في معسكرات
الجيش السوري في منطقة الزبداني حصلنا على إجازة بعد 3 اشهر فعدت إلى لبنان بنفس الطريقة لكنني مع
الأسف الشديد لم أنجح بالعودة إلى سوريا بعد أن قبضت علينا السلطات اللبنانية مع صديق لي أثناء محاولتنا
قطع الحدود وتم سجننا بتهمة " التجسس " وأفرج عنا بعد وساطات استمرت 7 أشهر ، لم أفكر بعدها بالعودة
خصوصا وان تنظيما آخر تبع ولادة منظمة التحرير اسمه " فتح " تلقفنا بعض الأصدقاء واقنعونا "
إن هذا تنظيم فلسطيني فلسطيني والمنظمة هي عمل عربي رسمي ليس لفلسطين "!!

بالرغم من أن ميولي كانت ميول ( قومي على يساري ) ألا انني تركت اليسار وحركة القوميين العرب
وانتسبت إلى فتح التي قالت لن: اتركوا احزابكم فأنا فلسطين ) ! المفارقة العجيبة هي بعد أشهر قليلة
حدثت هزيمة 1967 وعدت إلى طريق دمشق القديم والتحقت بمعسكرات فتح داخل الأراضي السورية
ومن لا يعرف لقد كانت معظم مناطق الغوطتين الشرقية والغربية معسكرات ومقرات للتنظيمات الفلسطينية
خصوصا فتح التي أصبح لديها قاعدة بحرية في اللاذقية وتعشش معسكراتها في أجمل مناطق وادي الزبداني
الممتد من نبعه مرورا بدمّر والهامة وصولا لأطراف المدينة وقلبها العامر مركز قيادة التنظيم فسلاحنا
كان سلاحا سوريا ويدير المعسكرات فلسطينيون بالتعاون مع مخابرات الدولة !

إن الحديث عن تلك المرحلة يا سيدتي وما تبعها ذات شجون .. ولقد شوه ذلك التاريخ وزور ؛ كم أشعر
بالحزن والألم حينما أرى بعض المسؤولين في المنظمة يكذبون في روايتهم للتاريخ خاصة في علاقتهم
بسوريا ليس آخرهم سليم الزعنون الذي كان يرأس ما سمي بالمجلس الوطني فأنا شاهد على معظم
التفاصيل منذ ذلك الزمن حتى اتفاق العار " أوسلو الذي وهب ثلاث ارباع فلسطين لليهود وجعلنا نفاوض
على الربع الذي صار 2 % من أرض فلسطين / سوف انفجر !

كانت تلك زيارتي الأولى لدمشق وآخر زيارة كانت في 2012 الحديث عن دمشق يا سيدتي يحتاج
إلى وجدان صادق يحتاج إلى شفافية ليس من أجل الماضي فقد مضى ! إنما من أجل المستقبل
فنحن في مركب واحد وافتراضا شعب واحد
سوف أعود للحديث عن بعض ذكرياتي الدمشقية آملا أن تنتهي مسأساة هذا الشعب الطيب