جزاكم الله خيرا أخي الكريم د انورغني الموسوي على متابعتكم الكريمة
فحقا أخي الكريم ان هذه الحقائق العرفانية تغمر القلوب وتوهجها حبورا ونعيما وسعادة والاغتراف منها هو الى ما لا نهاية ، فمثلا لما نقرأ قوله تعالى ( إِنَّ ٱلأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً ) الآية ، فانا نستخلص معانيها الحقة في هذا العرفان الأطهر الذي يسمو بالروح ، فهذا شراب المشاهدة المنعوت بالمعرفة ، ومنهم من لم يحجبهم عن رؤية محبوبهم غرائب تجلى الذات والصفات ولذلك قال الله ( عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ ٱللَّهِ ) الآية ، وعباده ها هنا أهل التمكين في المعرفة ، فأهل المعرفة هم فاكهون بتجليات هذا القرب الذي يغمرهم فلم تحجبهم الجنان ولا الحور العين ، فالصافي من له شراب صاف من غير مزج فان الممزوج لا يخلو من امتحان ، أما الذين ذكرهم سبحانه في قوله تعالى ( عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ ٱللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً ) الآية ، فذلك بما وصلته هممهم المغمورة بهذا العرفان الأطهر والمزكى بالأنوار القدسية الملكوتية فتفتقت عنها ارادات مزهوة تتفجر ينابيعها على منازلهم بما أفاض الله عليهم من قرب ، تحياتي الخالصة لكم أخي الكريم .