رد: نصوص قصصية متمردة
القاص والأديب والصحفي نبيل عودة
بدايةً أخفق حبري على الورق ليتنوع المكان والمقال ويتخذ أشكال كثيرة تشكل خلفية النص وتزيل الهواجس عن الأدب وبين قلمي وأوراقي مسافة للوصول للهدف لذا بدأت من شواهد -وقيل وقال- لربما أصل إليك وألمس المقصد وراء فكرك كقاص وصحفي فاسمح لي أن أجر كلماتي من خلال مقال وقصة>القصة القصيرة تؤكد على أن البدايات والنهايات ليست دقيقة تماماً وان الجزء الأوسط للعمل هو قضية مشوشة دائماً ومن الصعب تحديدها " وقد أصبحت بالنسبة إلى القارئ مجزأة وجامدة وغير محددة. لكن هذا لا يوضح سبب إهمال القصة القصيرة من قبل النقاد الجادين وإذا كانت القصة القصيرة المعاصرة مجزأة وغير حاسمة فقد يكون السبب أنها أكثر قدرة على نقل الإحساس بأن الواقع مجزأ وغير حاسم. يجب أن يكون مثل هذا الرأي وثيق الصلة بالعالم الحديث. اعتقد أن فقدان النقد المنظم للقصة القصيرة اليوم هو على الأكثر رد فعل من النقد المنظم أكثر من اللازم خلال العقود القليلة الأولى من القرن العشرين عندما جمدت القواعد القصة وأفســـــدتها الروح التجارية. تشارلز أي. مَي Charles E.May
ترجمة محمد نجيب لفته السعد< كتاب القصة القصيرة المعاصرة قد ركزوا حقاً على تجارب ليست أنموذجية وانما متطرفة وأنهم حاولوا أيضاً الاهتمام على نحو أكبر بوسيلة اللغة نفسها. وفي تحول أبعدَ القصة القصيرة أكثر عن السرد وقربها من الأشكال اللاخطية للشعر يحاول كاتب القصة القصيرة المعاصرة أن يصف خلال اللغة والأسلوب أعمال العقل المجنون ويحاول"كما هي الحالة في الشعر" إثارة الإحساس بالجنون نفسه.< وتتصدى مقالة "أي. أل بادر A. L. Bader المعنونة" تركيب القصة القصيرة الحديثة (عدد تشرين الثاني 1945 من مجلة College English) الى الاتهام المألوف بأن القصة القصيرة تفتقر الى البناء وذلك من خلال القول بوجود البنية السردية في القصة القصيرة إلا أن طريقة تقديمها وحل العقدة فيها غير مباشرين الى درجة تجبر القارئ على العمل بجدية أكبر من أجل اكتشاف العلاقات المدركة لأجزاء القصة<
ومن خلال تجربتي البسيطة وقراءتي أرى أن للقصة القصيرة كما لها عشاقها لها أعداء لا يحبّذوا أو يعترفوا بهذا الجنس الأدبي بسبب اللغة وغيرتهم للفصحى .. أو البساطة والإهمال حتى تخرج السطور عن السرد وبينهم النقاد يترصدوا معارضين مؤيدين ..و كل حرف له دمعة ,بينما الكاتب يبتلع دمعته دون أن يبوح ، القصة القصيرة ترمي لأن تسقط حرف في- ظرف او مكان أو زمان ، و قلمي بدايته حكاية يتقلب ويتلوى ليروي كل كلمة وإن كانت قصة في سطر وعلى الرغم من قصر القصص التي كتبتها إلى أني هُوجمت من قبل حُكّام لا أعرف إلا أنهم يشرفوا على قليل من النصوص ،أنا لا أبرّأ نفسي وغيري من حكم قد نفذ ، ولكن بما أنك تطرقت لموضوع كانت لي فيه تجربة بل أبكتني وانكسر قلمي ولم يعتدل لحكايتي الثانية ، صرت أحمل قلمي كما يحمل -العجوز عكازه- وكلما كتبت توقفت وعدت للأخرى، هي حبال تجرّ بعضها البعض وعلينا أن نتابع الخبر ونكشف عن السبب ونقلب -المعلوم بالمجهول - هي معادلة أدبية غير مستحبة عند أهل البيان واللغة ولكنها حثرَّة ،والسؤال الذي أطالب نفسي بالإجابة عنه..! تلك الحرية هل يجيد الكاتب العنوان والمشهد المتخفي و قفلتها بإتقان ومهارة فنية محكمة أم أنها مسرحية هزلية ومجرد أقاويل ؟ اسمح لي أنا الآن أكتب بعفوّية مطلقة ،كي يخرج ما في أعماق أدبي لكَ أو لهذا العمل لربما أُبدع فيه أكثر ، فقد كتبت ولكن ما أن كتبت إلا ونقدت ووقعت ! هل السبب أني لم أجد حلقة تربط بين الصورة والأصل أم أجدها حكم وأمثلة.. ربما أقول ربما !.. كثير ما يختفي الكتاب وراء الستار ويطرحوا المثالية أنا لا أطالبك بقصة وشاهد وما شهد على ما تكتب ،أنا أحاول أن ألتمس أين هو الخطأ عندما أكتب وأنحرف عن الحدث ،و لا أستخدم السطور أو الكلمات المكثّفة لأسخر أو أبتسم أو أبكي، فهي حركات سريعة تجرّها باستفهام وسؤال وحيرة وشك ،وهي مرهقة للقارئ إذا لم يصل للمغزى ،إلا إن كانت مجرد كلمة وحرف تدق القلب من خلال شكل لا معنى له إلا من أجل أن يمتد لجسر متعرج ، حينها كما قلت يخرج عن قالب الفن، في الرواية إن لم يكن حبكة ورمز وبداية ونهاية تربط الأجزاء بعضها ببعض، و إن لم نرميهم بهدف ويتقاتل الأبطال والقارئ يصفق من الرابح لن تكون رواية خالدة.. بغض النظر عن الاسهاب.. ف الاسهاب في الرواية هي الزمن الذي يحدد المكان وهي خيال لحقيقة واقعة وتاريخ وأسطورة ، بينما القصة مجرد مشهد يفسر مشهد من مشاهد الحياة من الذل والقهر ،ويسخر من الانسان في هذا العصر متخفيا وراء الغابات والحيوانات ،ساعة يسبح في البحر ليكتشف سر الحياة من خلال اللؤلؤ والصدف والمرجان ، لذا قيل عن القصة أنها ليست بسهلة كما يعتقد الكثير...بينما استخدامها بات سهل في متناول أقلام متجددة فالذي يحصل أن الأمثلة والحكم والنثر والشعر أو أي .وفكرة تخطر على البال ترمى على ساحة الأدب ونجد أحيانا أن أي قلم غير متوازن يفرض نفسه على المشهد السينمائي واللقطة السريعة ويقطع جمال القصة ، هنا نبكي لأن القصة لم تعطي الفن حقها، و الحق يتوجب علي أن أدقق النظر هل هي صدمة أم أمل أم خيبة هذا العصر أم فوضى أدبية .. حسنا أنا لا أدافع عن الحرف والكاتب والقارئ الباكي والشاكي والمبتسم أو الكاتب الذي يمثل الخبر بسطر أو سطرين بقصة قصيرة ما...نجد أن مقال نبيل عودة هنا يشير إلى التلاعب في كيفية استخدام القصة ونادي إلى احترام مكانة القصة وأنها قد تختفي في هذا العصر، أو موقعها من الأدب الراقي وإلى من ينتمي هذا الجنس الأدبي .. الكاتب نبيل عودة الصحفي والقاص يحاول أن يحمل ثقل لا يحمله هو أو أحد في هذا الزمن ،نحن نعلم أن عدد السكان سنة بعد سنة يتزايد و تزايدهم يفجر الحروف ويمزق الورق من أجل تجربة لتتحول لنوع أدبي وإن فشل أو نجح فمن سيقرأه وأنت هنا تفرش بساط وتجده متمزق أي اختلط كما يقال في المثل الأدبي- اختلط الحابل بالنابل - هكذا أنت تقصد هنا أصافحك ولكن أجد أن القارئ والناقد هو المرآة للأدب عليه أن يختار والناقد ينقد ويلتقط الأصداف والكتب بحكمة وحذر وينفض البساط وأعتقد أني قرأت لك عن -النقد الغائب- وأعجبني وأين هو من تجديد الأدب هنا قلمي وقلمك يجتمع بين مقال سبق كتبته أجره بحروف عفوية لأطالب معك مستحقات الأدب أجدها وصلت بعد طول غياب على الرغم أني أكتب وأناملي لا تساعدني أن أصل حروفي بألف الوصل ..لأنها نوعا ما قد تجمدت يوم أن قطعت الطريق والإشارة حمراء عندما نقدت قصة ووقعت فغبت عن الوعي أشكرك لأنك أعدتني لساحة الأدب والسبب هو نزيفي الذي لم يلتئم ولم يشتد ولم أستطع أن أستحضر الخيال كما كنت لذا اعذرني إن لم أصب ولكن اعتبر مروري هو سلام لكل من يقرأ ويكتب وينقد ويعشق الأدب ..
نهاية اللحظة الأخيرة أن القصة ماتعة وساخرة في الوقت ذاته. وهي تمثل خبر سواء كانت الأحداث واقعية تماماً أم محوّرة عن الواقع، فإن ما يهمنا منها هو مآلها وفنيتّها،فمن المعروف أن تخلل العامية في الإبداع القصصي أمرٌ غير مُسْتَنْكَر، من حيث المبدأ، ولكن الإكثار منه هو الذي يثير الملاحظة في استخدام اللغة بصورة سيئة ، . فليس من الواقعية في شيء أن ينطق الكاتب شخوصه باللغة المحلية المحكية، وخاصة أنه كاتب قومي يتعاطى مع موضوع يهمُّ العرب أجمعين. فهو، إنْ فعل ذلك، سيحدُّ من نطاق الدائرة التي يقرأ فيها أدبه
ختاماً يتكرّر في القصة القصيرة لحظة مانعة ساخرة تضيء وتكشف وتثير الهزء، وتبعث الابتسامة للروح الحزينة، أما الجملة التي لا تهدف لقصة مجرد نافذة تشوه سمات التعقيد وتربك اللغة فيتوقف نهر الحياة عن الجريان والقدرة على إعطاء المعنى، هذا أظن ما تريد أن تصل إليه، و هو اختلاف تقنيات الكاتب وتمرده على اللغة- بقصة مشوشة- .
لك تحيتي وتقديري
خولة الراشد
|