الزميلة الأديبة خولة الراشد
مداخلة رائعة فكرية وذاتية حول فن القصة القصيرة وآفاقها.
انت حددت المشكلة الساسية. طبعا الحل لن يكون الا بتضافر عشاق القصة القصيرة.
المشكلة الكبرى ان النقد العربي غائب ليس عن القصة القصيرة فقط ، بل عن الثقافة والفكر بشكل عام. والمعايير النقدية التي تستعمل في ثقافتنا فقدت دورها في بناء صرح الثقافة العربية.
انا اربط الثقافة بالواقع الاجتماعي والسياسي. واقع العالم العربي اليوم انه خارج التاريخ. ثقافيا أيضا خارج الثقافة بمفهومها الكوني.. هذا لا ينفي وجود تيار دافع انتفاضي مقاتل من اجل اعادة الثقافة العربية لسالف مجدها.. لكن ذلك مرتبط ايضا بانقاذ المجامعات العربية من واقعها ومن تراكم التراجع في بناها التحتية.. ومن تطور تيارات التطرف نتيجة لأزمة المجتمعات وأمة برامج التعليم وأزمة الحريات الثقافية والتعددية الثقافية ، وتراكم البطالة والفقر .. وانعدام أي رؤية مستقبلية تبشر بالغيير واللحاق بالحضارة الانسانية.
اجل القصة القصيرة في أزمة.. هذا واقع مؤلم.. وأكثر من ذلك .. شعرنا أيضا في أزمة.. ما عدا بضع اسماء لا يتعدى عددهم اصابع اليد الواحدة.. بقية التجارب تكرار ممل لا تجديد فيه.. الرواية ليست افضل كثيرا.. ايضا نجد اسماء قليلة .. أي مقارنة مع واقع ثقافتنا في القرن الماضي نجد اننا خلفا در.
انا خارج هذا الواقع لأسباب كثيرة اذا عرضتها لن تفهم ... انا متأثر بثقافات اجنبية واسع للغاية تشكل عالمي الفكري. اقوم في الفترة الأخيرة بنشر ساسلة فكرية فلسفية تحت عنوان "فلسفة مبسطة" هي عمليا مراجعة ذاتية وعامة لكثير من الأفكار التي ساهمت باحداثت تطور وبنفس الوقت انغلاقها يساهم اليوم بانغلاق فكري ، سياسي، اجتماعي وثقافي. هذفي من السلسة احياء الفكر المتنورالانساني بعيدا عن التعصب الحزبي الذي بات دوره سلبيا بكل المستويات.
حول القصة القصيرة اقوم بتجارب عديدة.. في شكل الصيلغة وفي شكل السرد واسلوبة، ولا اتردد باستعمال اسلوب الكتابة الاخبارية في بعض قصصي مثلا قصة "انتفاض"وقدلا حظ ذلك الفكر والناقد افنان القاسم فكتب نقدا تحت عنوان مبنى الخبر في قصة انتفاضة لنبيل عودة.. ايضا مر النقد والقصة بدون انتباه - رابط المقال والقصة في المنتدى
http://www.nooreladab.com/vb/showthread.php?t=28227
نشرت بين 2010 - 2012 ايضا تجارب قصصية كثيرة هي خروج عن المألوف .. وانتظرت ان اسمع تقييما سلبيا او ايجابيا لكنها ظلت في فراغ .. وتوقفت بعد تسلمي رئاسة تحرير جريدة يومية.. منها قصص خفيفة لكنها مبنيةعلى فكرة فلسفية ما.. الآن اعيد نشر بعضها في حلقاتي عن الفلسفة المبسطة.. كاشفا جذور الربط بين الفلسفة، التي لا يمكن ان يكون مجتمع حضاري فاقدا لها والا عاش في العتمة وبين النصوص القصصية.
سانشر تتابعا حلقات الفلسفة المبسطة .. المصاغة باسلوب سهل للقراءة وشرح حاولت ان يكون سهلا للفهم .. وقصدي كان مواجهة الفكر السائد في الكثير من اوساط المجانعلت العربية اننا لا نحتاج الى الفلسفة لأننا نملك ما اكثر شمولا واهمية.. ولا اريد ان اقول ما هو حتى لا افهم خطا بأني أحرض. لكن كل جزء من تراثنا هو هام ولا يعني ان أي موروث ثقافي او ديني هو السقف الذي لا شيء بعده او بقيمته. هذه الفكرة سادت اوروبا القرون الوسطي.. اول انتفاضة كانت بزعامة مارتن لوتر الذي انشأ عنليا الكنيسة المسيحية البرجوازية متجاوزا كنيسة محاك التفتيش .. اليوم تأثير ثوراه واضح في كل الكنيسة المسيحية.. حيت يقول البابا فرانسيس ان قصة آدم وحواء والجنة والنار هي تقنيات قصصية فقط، فهذا انقلاب في الفكر الفلسفي الكنيسيوان الدين لا يتناقض مع العلم ولا حتى مع فكرة الانفجار الكبير .. فهذا سقوط لآخر معاقل الانغلاق.. لا يضر بالايمان بل يجعله أكثر ارتباطا بالواقع واقل تنافرا وعداء للتطور العلمي.. من هنا يجب ان نفهم المبنى الثقافي المتطور في الغرب.. المني الروائي. المبنى القصصي والشعر ..لا شيء يأتي من العدم او من الانغلاق على فكر فات موعد تسويقه بشكله الثابت منذ القدم.
. هذه القصص هي ضمن تجارب.. ليست تقليدية وليست ملتزمة باي نهج قصصي
طبعا ما سجلته هي خواطر اثارتها مداخلتك الرائعة..