عرض مشاركة واحدة
قديم 09 / 02 / 2015, 03 : 10 PM   رقم المشاركة : [1]
د. رجاء بنحيدا
عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام

 





د. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

كيف ستقرأ هذا النص الشعري ؟سنة ..مضت //للشاعر طلعت سقيرق

كيف ستقرأ هذا النص الشعري؟؟
سنةٌ .. مضت // للشاعرطلعت سقيرق

سنةُ مضتْ
شعر : طلعت سقيرق




سنةٌ .. سنهْ
يمتصُّني نبضُ الحنينِ فأنثني
وألمُّ عن شجرِ الزمانِ
ألمُّ عن شجرِ المكانِ
زهورَ أغنيةٍ تهادتْ سوسنَهْ
* * *
سنةٌ .. سنهْ
حلوٌ طلوعُ الأمنياتِ
وحلوةٌ مثلُ الصلاةِ على النبيِّ
النمنماتُ ترودُ في ذهني
تنقّطُ عشقَهاوتردُّني حتى امتشاقِ الياسمينِ
من الدروبِ
أحنُّ حين تموجُ في البالِ الصورْ
وينقّطُ الدفءُ اللذيذُ مع المطرْ
وأحنُّ .. ما أحلى الحنينَ يصيرُ أجنحةً
يرفُّ .. فتصعدُ الدنيا وترْ
أتنشَّقُ اللحنَ الحنونَ .. وأرتوي
أتنفَّسُ اللحظاتِ تأخذني إليها
ثم تأخذني إليها خلسةً ..
فأغيبُ في عرسِ الشجرْ
وأغيبُ في عرس الوترْ
* * *
.. سنةٌ .. سنهْ
يتلفَّتُ القلبُ المطرّزُ بالنَّدى
ما أقصرَ الدرب الذي نمشيهِ
في هذا المدى
ما أطولَ الدربَ الذي نحكيهِ
في فصلِ الصدى
تتلفّتُ الشفتان
أسئلةٌ تدقُّ البابَ
أفتحُ .. في فمي طعم الحكاياتِ التي لا تنتهي
تتلفتُ العينانِ ..
أغمضُ .. حقلُ ألحان يظلّلُ أضلعي
ويفتحُ الوردُ .. انتباهُ الأمكنهْ
خطواتُ من مرّوا .. ومن أحببتُ
من أدمنتُ
تمتدُّ الشبابيكُ .. الوجوهُ
فأنطوي حبقاً يسيِّجُ كلَّ من أحببتُ
من أدمنتُ
أعطيهمْ إذا شاؤوا دمي
وأشدُّهمْ حتى بساتينِ الضلوعِ
ليرتدوا قلبي
ولم أحملْ سوى قلبي لهمْ
وأشدّهمْ حتى بساتينِ الضلوعِ
ليزهرَ القلبُ المعبّأ بالحنينِ .. ولم أكنْ
إلا .. همُ ..
* * *
سنةٌ .. سنهْ
كنْ نحلةً تمتصُّ حلوَ الأزمنهْ
وتصوغهُ عسلاً لكلِّ الناسِ
إنَّ القلبَ حينَ يعانقُ الدنيا هوىً
يزدادُ دفءُ الأمكنهْ ..
* * *
سنةٌ .. سنهْ ..
كم أشتهي أن أقفلَ الزمنَ الذي أحببتُ
كي يبقى معي
كم أشتهي أن أوقفَ اللحظاتِ ما بينَ الأصابعِ
لحظةً
لأعيدَ للحبرِ الطريِّ أصابعي
كم أشتهي أن أجمعَ الناسَ .. الدروبَ ..
بأضلعي
* * *
سنةٌ .. سنهْ
يمتصّني نبضُ الحنين فأنثني
أرتادُ كلَّ الأزمنهْ
أرتادُ كلَّ الأمكنهْ
وأصيحُ يا سنةُ .. سنهْ
لن أطفئَ اليوم الأخيرَ
بغير بسمةِ عاشقٍ
يهديكِ أحلى سوسنهْ ..


يمتلك النص جاذبية لغوية صادقة ، تجعلك تقرأه فتنجذب بعالم شعري صادق إنساني ، له منطق بسيط ورؤية منفتحة وتوقٌ للزمن الجميل المختلف .
هو زمن أحبَّه الشاعر كثيرا إذ يمتصُّ منه نبض الحنين ويُنَقِــطّٰ عليه الدفء اللذيذ ، فهو زمن .. لكل الأزمنة .. ولكل الأمكنة .
التفاف في النص وتكامل في النسق الدلالي ، منح النص حركة ديناميكية تنطلق من لفظتي سنةٌ .. سنه لتصل إلى أحلى سوسنة .. في رحلة بين دفء الدروب وحلو الأمنيات وطعم الحكايات ... وبسمة عاشق ، في كتابة شعرية مغايرة مشحونة بالأمل والحنين المتدفقين .. دون انقطاع ، على ضفاف حقل اللحن تنبعث زهور أغنية لنغيب ونرتحل إلى حيث المتعة وعرس الشجر.. عرس الوتر.
أشرعة الحنين تبحر بنا إلى عمق الشاعر وضلوعه حيث الحلم الجميل والقلب الكبير الذي يسع كل البشر ..
لؤلؤة ، هذه القصيدة على السطور وبين الضلوع .. وزمردة ، هذه الحكايات التي تنهمر دفقات دفقات .. وفي كل سنة .
بل هي لآلئٌ هذه الكلمات المفعمة بالإمتاع والحب .. والعطاء .. والإهداء الجميل ..
وبهذا الإهداء المميز والجميل يصل النص إلى ذروة الأمل التي تنمو في كل لحظة ومع كل نبض حنين ، كأنها نطفة حياة لعاشق الزمن الجميل واللحظة .. الدافئة .


هكذا هو فعل القول الرائع المتميز ينبعث من فيض الشعور وعمق الإحساس الصادق ليصل .. إلى القلب مباشرة وبدون استئذان ..

من هذه الزاوية ، قرأت ُ القصيدة الجميلة التي شدتني من حروفها الأولى .. وأبهرتني بتناسق دفقاتها الشاعرية ..لأنفث فيها روح القراءة من جديد ، ولأتمكن من تحريرها من أسر الرفوف ..
حتى ننقل إليها جميعا .... لُقاح الحياة ، فالقراءة عملية تحريرية للنص وللقارئ ، نعم إذ يصبح القارئ أكثر تجوالا وأكثر اكتشافا ، وأكثر حرية وتحللا من كل القيود...

يقول تودوروف : ((ومع هذا فإن مدرج القراءة ، لا يطرح نفسه دون نتائج ؛إذ أن قراءتين اثنتين لعمل واحد ليستا متطابقتين دائماً ،إن المرء يعمل وهو يقرأ على إنشاء كتابة مخفية ، فهو يضيف أو يحذف ما يريد أو لا يريد العثور عليه في النص ،إن القراءة لم تعد تكتسب وجودها من طبيعتها هي، مادام ثمة قارئ))




نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)

التعديل الأخير تم بواسطة د. رجاء بنحيدا ; 17 / 03 / 2015 الساعة 40 : 10 PM.
د. رجاء بنحيدا غير متصل   رد مع اقتباس