في ظل إنتشار كاميرات الهواتف الجوالة
الصحفيون الجدد
تعتبر الصحافة من أهم الوسائل التي تطلع الناس على الحقائق فهي بمثابة الغذاء الفكري اليومي في تنوير عقول الناس, بحيث تعمل على إطلاعهم بكل المجريات من الحوادث
و المعارف سواء في شؤون الحياة السياسية , العلمية , الرياضية ... و الأدبية , لكن في عصر التكنولوجيات الحديثة لم تعد الصحافة حكرا على الصحفيين لأنه أصبح بمقدور أي كان نقل أي خبر كان ببساطة و بكبسة زر .
ما هي الصحافة و من هم الصحفيون
الصحافة و باعتبارها فنا من الفنون فهي تعد فنا في إنشاء الجرائد و المجلات و كتابتها كما تعد وسيلة ممتازة لمتابعة الأحداث الجارية بكل تفاصيلها و بكل مصداقية , كما تؤدي الصحافة دورا مهما في تشكيل الرأي العام خصوصا و أنها تتميز بعدة مميزات مثل الكشف عن الحقيقة , التأثير في الرأي العام , كما أنها تنبع من المجتمع مما يجعلها تمثل الشعب فهي تعبر عن الواقع المعاش , ناهيك عن أنها صانعة للتاريخ .
أما بخصوص الصحفي فهو الشخص الذي يعمل في الصحف بمعنى الوراق و ’الجورنال ’ للدلالة على الصحف اليومية بالتسمية العربية , و إذا تكلمنا عن الصحافة بمفهومها كمهنة فهي تعتبر من أعمال الحضارة و التقدم كونها تحرص على تلبية حاجات الإنسان لذلك يكثر الطلب عليها و يزداد الإهتمام بها يوما بعد يوم .
السلطة الرابعة
تمثل السلطة الرابعة وسائل الإعلام بشكل عام و الصحافة بشكل خاص و يطلق عليه مصطلح Fouth Estate حيث يستخدم في إبراز مدى تأثير وسائل الإعلام و مدى أهمية الدور الذي تلعبه ليس في نقل الأخبار , التوعية و التنوير فقط إنما تعمل على تشكيل الرأي العام و توجيهه , حيث أنها تمثل الحكومة لدى الشعب و تمثل الشعب لدى الحكومة كما تمثل الأمم لدى بعضها البعض .
و قد جاء هذا المفهوم عندما قام الفيلسوف الفرنسي ’ مونتيسكيو ’ بتقسيم السلطة إلى ثلاثة أقسام و هي التشريعية , التنفيذية و القضائية , بعدها جاء الفيلسوف الإنجليزي ’ أدموند بروك ’ و إعترف أنه أصبح للصحافة نفوذ فسماها السلطة الرابعة حيث قال : ثلاث سلطات تجتمع هنا تحت سقف البرلمان و لكن في قاعة المراسلين تجلس السلطة الرابعة و هي أهم منكم جميعا . و قد تضاربت الآراء بين رجال القانون حيث قال أحد الأساتذة : إذا كانت قد إرتفعت بعض الأصوات في الماضي بأن الصحافة صاحبة جلالة و في الحاضر فإن الصحافة السلطة الرابعة .
فهل بعد كل هذه الإعترافات و الأقوال و ماضي الصحافة الذي نشأ بعد تعب عامليها لتأتي بعدها التقنيات الحديثة كوسيلة أبسط لإختصار خبرة سنوات طوال على أيدي أناس لا يملكون أدنى خبرة في هذا المجال .
الصحافة لم تصبح حكرا على الصحفيين
في الآونة الأخيرة أصبحت تقنيات الهواتف الجوالة على أعلى مستوى من التطور و التقدم حيث البيانات و تنقلها بكبسة زر مما جعل الخبراء يتساءلون هل سيتحول الإنسان إلى ناشر صحفي جوال بفعل تطور هذه التقنيات , خصوصا و أن الكثير من المواقف الغريبة و الأحداث المهمة تحصل في غياب الصحفيين و عدم تغطية الخبر مما جعل الأشخاص المتواجدين في قلب الحدث يصورون و ينشرون الواقعة بين بعضهم البعض دون اللجوء إلى الجرائد أو التلفزيون أو وسائل الإعلام بصفة عامة لمعرفة الحقائق , و لماذا ما دام الخبر اليقين عندهم و حصل أمام أعينهم لكن هذا الأمر لا يعني أن يصبح أي إنسان صحفي لأنه يمتهن هذه المهنة بهذه الطريقة.
موضة نقل الإشاعات
ربما تعرض بعضنا لتصديق بعض الإشاعات التي تنقل عن طريق الهواتف الجوالة خصوصا و أنها تكون محملة بدلائل مما يجعل الكثيرين يقعون في خدعة الناقل , و لا ننسى أن هناك بعض الإشاعات التي مازالت تصدق عند بعضنا مثل إحدى الإشاعات التي صدقتها إحدى الفتيات فقالت : لقد حملت في هاتفها الجوال إحدى الإشاعات التي صدقتها و قامت بنقلها لصديقاتها لكنها إكتشفت أنها مجرد خدعة وقعت فيها لمجرد أنها كانت مرفوفة بدلائل جعلتها تصدقها , و عن رأي إحدى الأخوات عن بخصوص الإشاعات قالت أنها كانت تصد في بادئ الأمر لكنها تفطنت لذلك و عاهدت نفسها على أن لا تصدق الإشاعات حتى تتأكد من صحتها .
هناك الكثير من الإشاعات التي لقت رواجا بين الشباب لا سيما و أن الطريقة سهلة و لا تحتاج إلى عناء , لكن المؤمن كيس فطن و لابد عليه أن يتحقق من الإشاعات قبل نقلها إلى غيره و أن لا يجعل مثل هذه الأمور تأخذ من وقته أكثر مما تستحق و يجب عليه أن يعلم أن أي خبر دون دليل لا أساس له من الصحة.
ذ. هاجر