22 / 02 / 2015, 18 : 03 AM
|
رقم المشاركة : [1]
|
أديب وشاعر جزائري - رئيس الرابطة العالمية لشعراء نور الأدب وهيئة اللغة العربية -عضو الهيئة الإدارية ومشرف عام
|
هل تراجع الأدب الساخر؟
هل فقد الأدب الساخر مكانته في ريبرتوار الإبداعات الأدبية، أم مازال موجودا وحاضرا وإن بدرجة أقل؟
وإن اختفى، ما هي الأسباب التي أدت إلى اختفائه وتراجعه أو ندرته؟ هل انسحب الأدباء من هذا الفن ولم يعد يعنيهم أن يعبروا أو يعالجوا موضوعات الواقع والحياة بالسخرية والكاريكاتيرية والتندر والتفكه؟ أم أنه لم يختف إنما فقط قلَ، ومن جهة أخرى، قلَ الذين يكتبونه ويكرسون إنتاجهم الأدبي له؟. أيضا كيف ينظر الكُتاب الآن لهذا الأدب، وكيف يرون سقفه وسياقاته الأدبية والفنية ؟
شتّان بين السخرية فنًا هابطا وتنكيتا سخيفا وفظاظة في التعامل واعتداء على الأعراض، والسخرية أدبا راقيا وأسلوبا ممتعا ومواجهةً قوية لعيوب المجتمع تحررا من لغة الخشب وتحريرا للإنسان من ولائه لغير حريته وكرامته.
إن السخرية بالمفهوم الأول ما تزال شائعة في البرامج التلفزيونية الرديئة وفي كثير من منابر النشر على الشابكة «الانترنت»، أما السخرية بالمفهوم الثاني «السخرية الأدبية» فهي التي تَقَلص حضورها وقلّ كُتابها حتى عز على القارئ صاحب الذوق العالي أن يعثر في ما يُنشر في الجرائد والمجلات ودور النشر ووسائل الإعلام المختلفة على هذا اللون من السخرية العالية الممتعة المنبّهة المنفّسة المحرّرة للوعي المحرِّكة للضمير، لأسباب شتى نذكر منها:-أن السخرية الأدبية فن رفيع لا يقدر على ممارسته بحقه إلا كتّاب على قدر عال من الموهبة الفنية التي تجعل الكلمة الساخرة والنبرة المتهكمة واللفتة النابهة إلى مواضع الخلل والمفارقة في سلوك الناس جزءا لا يتجزأ من الأسلوب العالي الذي تعوّدوا على استعماله.
مقتطفات من الكراسة الثقافية/يومية النصر فيفري 2015
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|
|
|
|