آه ٍ منك أيها الحزن ، آه عليك أيها الحزن !!
تتمكن من أحشائنا وتتوغل فيها ، فتذوب ضلوعنا وتنطوي مشاعرنا .. خوفا منك !!
خوفا من عودتك .. مرة أخرى .
ما تكاد تنصرف ، حتى تعاود الرجوع كأن المقام يحلو لك .. هاهنا لا غير !!
كأنك استوطنت .. وطن القلب ،ومداد القلم .. وعيون الوطن ..
ألا يصح لنا ، ألا نحزن !! وألا يصح لك .. أن ترحل !!
ارحل عناّ ، ارحل عن عيون الوطن ..
ارحل عن ضلوع وأحشاء .. هذا الكفن !!
نختار دائماً ألا نواجهك !! وأن نصمت .. ساعة حضورك !!
ولكن ماعُدت َ ذاك الحزن الذي قتل ، ولا ذاك البطل !!
أصبحت مألوفا بيننا ، بل رفيقنا نصاحبك وتُصاحبنا ، وتهمس لنا بكل اللغات أناشيد الأحزان في كل الأوطان ..
أصبحت سيد الديار ، ترحب بمن هل َّعليك ، وتهلل لمن استدار ، وأدار وجهه عنك .
أصبحت سيد الملاجئ والخيام والأزقة والدروب .. والوجوه المهلوكة البائسة.
لكن ،الذي استغربتُ له حقاً، أنك ما اهتديت إلى سراج القصور وأفئدة الملوك ، إلا بعد فوات الآوان ؟؟؟ .