من مذكرتي حول تحطيم الآثار الآشورية
لم تفجعني حادثة تحطيم التماثيل الآشورية كثيرا لأن الذي يحدث يستدعي أن ترتفع القدرة على الاحتمال والتفكير الممتد في دور الإنسان العاقل ومدى تقصيره. بالنسبة لي ليس هناك ربط بين التحطيم والتدمير ومسائل العبادة. هناك كوارث ماهي في الحقيقة إلاّ بشائر لأمور أخرى قادمةقد تكون كوارث أقسى .التاريخ الحديث يعلمنا أن هناك سيناريوهات جاهزة يشارك المغفلون في إنجازها بإحكام. في أمريكا مثلا هناك مايسمونه متلازمة الرالي حول العلم rally 'round the flag syndromeوالتي توضح نعمة وقوع الكوارث من أجل الالتفاف حول السلطة . الجنون القائم في العراق يقدم خدمات ممتازة لسياسات أخرى وحتى آفاقا لحل أزمات اقتصادية. الجرذان والمافيوزيون في المنطقة مستعدون للدفع ويسمحون في موقفهم المُهَدَّد بابتزازهم وهناك من يُجِيد ُ الإبتزاز وتحقيق الربح ولو غرقت الأرض في الدماء. لنتذكر أنه لو تحرك كائن صغير يمكن اليوم رصد مكانه بالتدقيق, تنظيم الدولة ليس دولة مصنعة تصنع أسلحتها أو لها نظام اقتصادي مستقر ,الأموال التي تأتيهم من بيع النفط بالدرجة الأولى وهم لايبيعونه لنفسهم و في ذلك تورط لأطراف أخرى والتقارير بهذا الشأن موجودة. يعني الضجة الإعلامية حول الدين فصل ناقص من مسرحية القذارة الكبيرة في المنطقة. أتصور أن وكالات الأنباء قد تمطرنا فجأة بأخبار عن قراصنة الصومال الخطيرين الذين يهددون الأمن العالمي والذين يستدعون قمما وتعاونا دوليا...مايسمى المجتمع الدولي اليوم ليس مغفلاًّ أوساذجا لكنه ''مصلحجي ''. الغوغاء التي رأيناها تحطم التماثيل في المتحف العراقي يمكن أن نجدها في أيّ بلد ّتحطم وتخرب بسعادة إن أوتي لها ذلك وتهلّل وكأنّها حقّقت إنجازا والحقيقة أنّ الإنسان الواعي العاقل الذي لم يستطع تشكيل مجموعته الأقوى التي تضبط من هو أقل منه وعيا وإدراكًا هو من فشل إلى حين. لست متفائلة ولا يائسة لكنني أفكر. Nassira 27-2-2015
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|