عرض مشاركة واحدة
قديم 16 / 03 / 2015, 58 : 08 PM   رقم المشاركة : [1]
د. مدثر الرافعي
القانون الدولي العام والصراعات الدولية

 الصورة الرمزية د. مدثر الرافعي
 




د. مدثر الرافعي is on a distinguished road

Post (( بين ثلاثية الهزيمة ومقومات الانبعاث )) د. مدثر الرافعي

[align=justify]
إن ثلاثية " العجز العربي التغلغل الصهيوني – التمدد الإيراني " ، هي في واقع الأمر ثلاثية تختصر المشهد العربي اليوم بكل مجرياته وتفاصيله وأبعاده. لذا فان أية معالجة للواقع العربي لا تتناول هذه الأبعاد الثلاثة تبقى معالجة قاصرة عمياء أو تتعامى عما وصلت إليه حال الأمة من ضياع وفقدان لبوصلة النجاة وطريق السلامة.

أولا : العجز العربي:
===========
قد يقول قائل وما الجديد في هذا العجز فالأمة حلم لم يكتب له أن يتحقق وهو فعلا لم يتحقق، ثم أن الخلافات العربية – العربية هي حالة قائمة غير مستجدة ولا جديدة فيها، مما يعني أن هذا العجز قديم قدم تمزق الأمة وتشتتها ثم تقسيمها إلى كيانات لا يمتلك أي منها مقومات بناء الدولة الحديثة وأن جل ما في الأمر أن هذه الكيانات أقيمت لتحتضن حالة الخلاف وجعلها حالة متأصلة بين العرب أغنياءهم وفقراؤهم كبيرهم وصغيرهم . بل أكثر من ذلك فالخلاف العربي – العربي هو الحالة الاحتضانية التي أقيمت في ظلها دولة "إسرائيل" في فلسطين واستمرت تحت إبطها هذه الدولة ثم تمددت وتوسعت فيما بعد تحت شعارات استعادت الحق السليب والتحرير المزيفة .


هذا هو واقع الأمة المنقسمة على ذاتها والتي تعيش (إن صح التعبير) خلافات في الإرادات نمت في ظلها وترعرعت دكتاتوريات ملكية حول آبار النفط من جهة وديكتاتوريات جمهورية تحت شعار التضحية بالحرية والديمقراطية لمواجهة متطلبات معركة لا تأتي مع العدو المفترض (الكيان الصهيوني).

في كلا الحالتين (أنظمة ملكية مستبدة وأخرى جمهورية دكتاتورية) ضاعت حقوق الأمة وسقطت أحلام الشعب العربي في الرفاه والتطور إلى درجة تحولت معها أرض العرب الغنية بكل مصادر القوة (ثروات باطنية وزراعية وبشرية ومواقع استراتيجية) إلى أكبر جهة في العالم استيراداً " لخبرات أجنبية مستنزِفة - بكسر الزاي وأكبر جهة في العالم مصدرة لطاقات بشرية في آن مع ما يعنيه هذا الأمر من ضياع لطاقات الأمة ونهب لثرواتها.

ما الجديد إذن في الأمر ، وهذا هو حال الأمّة !! ضعف وتشرذم ودكتاتوريات وثروات ضائعة وإنسان إما محطّم في الداخل أو تائه في الخارج بين الانتماء والهوية!؟

الجديد هو أننا رغم كل قسوة الواقع الذي عشناه ونعيشه بات مطلوباً اليوم تحويل هذا الواقع المأساوي الذي قبلناه على مضض إلى واقع تتأصل فيه حالة الفرقة والتشرذم بحيث لا تسود الخلافات العربية - العربية وحسب بل تتجاوزها إلى خلافات داخل المقسم من الأمة أو بين ما أسميناه أقطاراً عربية مقسمة بحيث ينتقل النزاع بين حدود مصطنعة إلى نزاع داخل هذه الحدود ، تارة يأخذ شكل صراع ديني وتارة أخرى شكل صراع مذهبي أو صراع عرقي وفي المحصلة بين قوى أو فرق من المجتمع المدني ضد قوى وفرق أخرى . هذا التمدد والتجذير في الصراع الذي نشهده فصولا اليوم في معظم أقطارنا العربية والذي يؤدي إلى تفتيت المفتت تتمدد وتنمو في ظله قوتان طاغيتان تتطلعان إلى ما يسميه الصهاينة بالمجال الحيوي وإملاءه بالقوة العسكرية تارة وبالإنفاقات الاقتصادية تارة أخرى أو بما يعرف بالغزو الاقتصادي المبطن .

ويسميه الفرس المتلبسين بلبوس الدين المذهبي بسياسة ملء الفراغات من حولهم لدرجة دفعتهم إلى الإعلان صراحة عن نشوء امبراطورية فارسية عاصمتها بغداد (تصريح مستشار الرئيس الإيراني علي يونسي منذ يومين). فماذا في جديد "الصراع العربي الصهيوني " وما هي خطوط تقاطع المشروعين الصهيوني والفارسي في رحاب أمتنا الضائعة بين دكتاتورياتنا الراكبة لذاتنا العربية ؟

(يتبع)
[/align]

نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
د. مدثر الرافعي غير متصل   رد مع اقتباس