20 / 03 / 2015, 38 : 10 PM
|
رقم المشاركة : [5]
|
مهندس وأديب يكتب الشعر
|
رد: قصيدة ((هو عيد ميلادي فشكراً)) للشاعر طلعت سقيرق في ميزان النقد والقراءة بانتظارك
تحية لك أستاذة هدى، شكرا على هذا الاختيار الرائع
فالقصيدة رائعة ووطنية إلى درجة اللامعقول
كي نتحدث عن القصيدة لا يمكن أن نتجاهل زمن كتابتها
فزمن كتابتها كان وقتما بدأ انفجار الثورات العربية التي جاءت بعد سكون طويل تحت الذل والعبودية والانحطاط السياسي الذي مارسته أنظمة قمعية عربية واستشراء فساد أسطوري وفشل سياسي وعسكري واقتصادي عربي استمر لعقود طويلة...
والقصيدة جاءت في زمن تفاءل كثير من العرب بانفراج الغمة، حينما بدأت ثورة تونس وكانت ناجحة بامتياز تبعتها ثورة مصر...
لذا نلمس في كل حرف من القصيدة فرحة الشاعر بهذا التغيير الذي بدأ يطل على العالم العربي واعتبره مقدمة لتحرير فلسطين وعودته إلى حيفا.
وهنا اتضح مقصد الشاعر ومدى سعادته لأن نجاح ثورة تونس ومصر في ذلك الوقت أبهر العالم أجمع
وهنا يقول " وطني الكبير يمد للدنيا زغاريد النهار" فاعتبر أن هذه الثورات هي ثورة إنسانية بامتياز، هي عالمية لأنها ثورة المظلوم على الظالم وكانت الثورات في بدايتها ثورات سلمية هادئة استخدمت فيها أساليب لم يشهد العالم أجمع لها مثيل.
وهنا نلحظ مدى الأمل الذي انبثق في قلب الشاعر بأمل الرجوع إلى الديار
وهو يطالب كل من أصابه اليأس والإحباط من عقود الخيبة والتيه أن يشحذ همته ويتسلح بالأمل للعودة إلى دياره في أقرب فرصة
وألحظ هنا " خطوة أو خطوتان من الزمن" أن هناك إقرار من الشاعر حسب قناعته أن حصد الثمار قد يتأخر قليلاً من الزمن
لكنه كان متفائلاً جداً بالمستقبل.
وهنا تظهر آمال الشاعر أن يكون الوطن العربي وطناً واحداً متقدماً يكون في مقدمة الأمم
واستخدم تشبيها رائعاً بأسلوب بلاغي راقي
وقد أفصح عن مبتغاه بكلمة " موصول النشيد " أي أن للوطن العربي نشيد واحد من المحيط إلى الخليج
وهنا اختتم المشهد بإبداع بالغ حيث أنه أكد على فرحته لأن عيد ميلاده صادف فترة النهوض من بعد الركود الطويل
وكرر نداءه لحيفا لأنه اعتبر أن ما يحدث في ذلك الوقت هو مقدمة للتغير الذي سيطال القضية الفلسطينية وسيعيد اللاجئ الفلسطيني إلى دياره
وهذا يدل على أن الشاعر - رحمه الله - يعتبر أن مشكلة القضية الفلسطينية ليست في قوة العدو وإنما في النظم العربية المتواطئة أو الفاسدة أو الفاشلة..
قصيدة رائعة بكل ما تحمل الكلمة من معنى
سعدت مع كل حرف فيها وتفاءلت مع كل نبض فيها
قصيدة حية بكل ما تحمل الكلمة من معنى
موسيقاها الداخلية قوية للغاية
مؤثرة جداً في الروح
مليئة بالطاقة الوطنية
تتسم بالوضوح والبساطة والسلاسة والبلاغة في آن واحد
رحم الله شاعرنا طلعت سقيرق
ونحن بانتظار أن يتحقق الوعد الذي طال انتظاره
|
|
|
|