[حسن الحاجبي]

سيدة النور والبهاء
ليس أثقل ولا أجزع على كل غيور على نور الأدب من الخوض في موضوع من حجم ما نحن بصدد الخوض فيه , وبحكم تخصصي كثيرا ما أجد نفسي وقد ألبسني الآخر جبة الشيخ عند أول سطر أكتبه , فالآخر حر في أن يبيح لنفسه ما لا يبيحه لغيره,وأسهل الطرق هي الخلط تحت مسمى الحداثة دون التريث للتفريق بين الغث والسمين.
أنا مع القائل بأن العلة إنما جاءتنا في ديننا من أقوام يبيحون لأنفسهم الإنابة عن الرب في أرضه وسمائه,أنا معه في أن مصيبتنا مصدرها جهل بالتشريع وبقوانين الأحكام وتزييف للتاريخ ووضع للأحاديث ونسبتها زورا وبهتانا إلى الرسل والأنبياء, وتقوية الضعيف وترجيح المشكوك,حتى أساؤوا إلى الإسلام وأضروا بقواعد التفسير وأصول الفقه,فأباحوا جز الرؤوس وحرق الأسرى واغتصاب النساء.أنا مع القائل بأن علامة تأخرنا هي الإشتغال على القصص الخرافية وتفسير المنامات والكرامات وتعظيم الشيخ وتوسعة دائرة التخريف , ولوك مضغة أحقاد دفينة يجترها الروافض اجترارا وهم الذين ليس لهم حديث واحد بسند متصل , حرفوا الكلم عن موضعه ونقضوا عهد الله أنكاثا.كل هذا أقره ولا أنكره ولكنه ليس مبررا ولن يكون كذلك للإنجرار إلى ما لاداعي له إلا في حينه..
سيدة النور والبهاء,, مدافعة شعور القطرية أقوم سبيل إلى تشريح واقع الأمة,وغياب الوعي بالواقع يشغل عن معالي الأمور بسفاسفها ويكرس للفرقة أكثر,لكن فقه الواقع يكون ناجحا متى انتصر كل عضو منا للحق ووقف إلى جانبه حيثما كان,وتعارضت مدركات حواسه مع هواه وبصيرته.
العبرة إذن ليست بالإنتماء لنور الأدب ونحن قلوبنا شتى,ولكن العبرة بهاته القلوب وقد صفت من كل غيظ وأجمعت على حب وخدمة نور الأدب وأهله ,وحب النور معناه أن " نتسم فيه النور لا الظلام "على حد قول أحد الإخوة الأعضاء مشكورا, حب النور معناه الدفاع عن منهجه ومقاصده ,وأنا لا أعرف للنور مقصدا غير العروبة والإسلام, لذلك أستبين جيدا معنى الفرق بين تطهير الجرح رغم إيلامه,والقدح في عروبتي أو التحامل على ديني ومذهبي من طرف من يتلبسون بمسوح النصح ويجعلون من السخرية من عروبتي ومن ديني شعارا وعنوانا.
أنا معكم في أن الأمة شاخت ووهنت بما أضاعت وأهملت,وأن ساعة تجديد الفكر وتصحيح العقيدة قد أزفت, لكن من لها إن لم يكن أنا وأنت وأنت وهو وهي ؟ وماهو سلاحي وسلاحك إن لم يكن قلما بارقا بوميض الأمل والإصلاح؟؟وكتابة رصينة تستقرئ التاريخ بمقاربة عقلية مستنيرة , توقد في العقل ما ادلهم من غياهب الحقائق الغائبة, وتحلل واقع الحال والمآل عبر مداخل استنباطية موضوعية وجادة. .
أي نعم ,, بعض الكتابة يشبه مبضع الجراح,مؤلم لكنه يداوي,لذلك أفرد له جرحي النازف في استسلام وأنا موقن أنه بلسم وشفاء, لكن عندما ينبري للأمر غير أهله,فيعمل معاول الهدم في صرح العروبة, وعندما يهب الرويبضة الوبيصة ,فيشنع على دين الإسلام وعلى مذهب أهل السنة ويلصق بهم كل نقيصة ,آنذاك يكون حديث آخر,فليس من الموضوعية في شيء أن نسقط عفن الشوائب من الأقوال وسوءات المثالب من العقائد والأفكار على بياض نور الأدب فنعكره,وكيف لنا أن نتحاور أو نتفاهم ودم كليب لايزال ثخينا,وقميص عثمان لايزال مرفوعا في تضليل مفضوح لغير ذوي الإختصاص..
المغرب والجزائر ومصر والسودان والعراق وأرض الحجاز وفلسطين كلها بلادي.وحين يتعلق الأمر بحماية بلادي ممن لا يوقرون ربا ولا نبيا ولا صحابيا ,ويحلمون بإخراج رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبره وإحراقه , لا أماري في موقفي ولا أداري فيه. هذه مرجعيتي التي لا رجوع عنها ولا اتباع لسواها ,وليخسأ أبناء الخمس وربائب الملالي .