رد: إصدارات جديدة عن مركز دراسات الوحدة العربية 2015
الدين والدولة في الوطن العربي
صدر عن مركز دراسات الوحدة العربية كتاب "الدين والدولة في الوطن العربي" يضم الكتاب وقائع الندوة الفكرية التي نظمها مركز دراسات الوحدة العربية تحت عنوان الدين والدولة في الوطن العربي، والتي عقدت في تونس في أواخر عام 2012، وجمعت نخبة من المفكرين والباحثين والمثقفين العرب من مختلف الاتجاهات الفكرية والسياسية، لدراسة هذا الموضوع بعمق بهدف استخلاص الدروس، وسعياً لتقريب وجهات النظر المختلفة حول موضوع علاقة الدين بالدولة، وبحثاً عن قواسم مشتركة فيه بين مختلف تلك الاتجاهات.
يرى الكتاب أن قضية العلاقة بين الدين والدولة تفرض نفسها واحدةً من القضايا الإشكالية الكبرى التي يواجهها نموذج الدولة الحديثة في الوطن العربي. والكلام على الدين والدولة في الحالة العربية يعني إلى حد بعيد الكلام على العلاقة بين نماذج الدولة الحديثة التي أخذت في التشكل في مختلف الأقطار العربية منذ انهيار الخلافة العثمانية، وبين الإسلام السياسي الرافض لتلك النماذج بما تعنيه من فصل الدين عن الدولة واعتماد قانون وضعي كمصدر للتشريع... ومع وصول بعض القوى الإسلامية إلى السلطة عقب الثورات الأخيرة التي شهدها أكثر من بلد عربي، أخذت الدولة الوطنية تواجه تحديات من نوع آخر.
وأمام هذا التصاعد لدور القوى الإسلامية في المشهد السياسي العربي، ومع تزايد حدة الاستقطاب بين القوى الدينية والقوى "العلمانية" حول مستقبل الدولة الوطنية الحديثة في المنطقة، تتأكد الحاجة إلى البحث عن نماذج وصيَغ تكون موضع توافق أكثر بين مختلف التيارات السياسية والفكرية والفئات المجتمعية العربية؛ فأي نموذج للدولة الحديثة يبحث عنه العرب: هل هو نموذج الدولة الوطنية العلمانية المنقول عن الغرب، أم أنه نموذج الدولة الوطنية العلمانية المكيَّف مع البيئة الثقافية والاجتماعية العربية-الإسلامية، أم أنه العودة إلى عصر الخلافة بكل ما يعنيه ذلك من انقطاع عن التراكم الحضاري الذي لا يمكن الإسلام إلا أن يكون رافداً من روافده.
يتضمن الكتاب ثلاثة عشر فصلاً، إضافة إلى التعقيبات والمناقشات والحوار المفتوح، الذي دار بين نخبة من المشاركين في الندوة.
ما بعد الاستعمار والقومية في المغرب العربي: التاريخ والثقافة والسياسة
خرج المغرب العربي من المرحلة الاستعمارية مثقلاً بما ترك فيه ذلك الاستعمار من بصماتٍ وجراح حُفرت في ثقافة المجتمعات المغاربية وفي هويتها وذاكرتها الجمعية. ثم شقَّت تلك المجتمعات طريقها الاستقلالي نحو تأسيس دولها وأنظمتها الوطنية، لكنها لم تحصد سوى خيبات أمل مهّدت الطريق بصورة أو بأخرى إلى خروج انتفاضات شعبية أودت ببعض تلك الأنظمة، في حين استطاع بعضها الآخر تجنُّب السقوط عبر بعض الإجراءات الإصلاحية الموضعية.
في هذا السياق صدر عن مركز دراسات الوحدة العربية كتاب ما بعد الاستعمار والقومية في المغرب العربي: التاريخ والثقافة والسياسة (اعداد وتحرير علي عبد اللطيف أحميدة).
يحتوي هذا الكتاب دراسات في الأدب والتاريخ والثقافة والسياسة، حول تجارب بلدان شمال أفريقيا، ويقدّم المساهمون فيه مجموعة قراءات نقدية متعددة الحقول المعرفية، ويطرحون عدة مقاربات نظرية لدارسي التاريخ والثقافة والسياسة. ويتوجّه الكتاب إلى قرّاء مهتمين بالثقافة والتاريخ الاجتماعي، الأفريقي والعربي والأوروبي، وبالاستعمار، والقومية، والدراسات حول الجندر.
يقدم الكتاب رؤية جديدة في النقد المنهجي والتاريخي للكتابات الاستعمارية والغربية، ولإعادة إنتاج هذه الأفكار في المنطقة المغاربية من جانب النخب، ومثقفي الدولة الاستبدادية الفرنكوفونية، والحداثة الغربية، في مختلف نماذجها، المغاربية، المغربي والجزائري والتونسي والليبي. بعبارة أخرى، يحمل الكتاب نقداً للآخر، ونقداً ذاتياً أيضاً للشرائح الفكرية والسياسية التي تبنّت هذه الأفكار بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
توفّر فصول الكتاب تحليلاً موضوعياً للتطورات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي شهدتها الدولة الوطنية في المغرب العربي، كما تحلل القوى الاجتماعية التي هُمِّشت وقاومت أجندة الأنظمة السلطوية الاستبدادية التي وصلت إلى طريق مسدود أدّى إلى سقوطها في تونس ومصر وليبيا. فالكتابُ، إذاً، تنبّأ، بطريقة غير مباشرة، بأزمة تلك الأنظمة، وعزلتها، والعوامل التي أدّت إلى سقوطها ولو بعد حين.
يقع الكتاب في 320 صفحة.
|