[علاء زايد فارس]

مجنورابي والانتخابات والتجربة العشوائية!
بقلم علاء زايد فارس






كان مجنورابي يشعر بالملل الشديد، فبادرني بالحديث عن بعض تجاربة وذكرياته المثيرة في كوكبه البائس، فكانت تجربة اعتقاله وهو طفل من أكثر مما أثار استغرابي، يقول مجنورابي متحدثاً حول هذه الذكرى الأليمة :

كانت أول تجربة اعتقال لي حينما كنت في المدرسة، حيث أن درس الرياضيات كان عن "التجربة العشوائية"، وبما أني كنت الأول على صفي والطالب المثالي في المدرسة، فقد كلفني المعلم دوناً عن زملائي بشرح الدرس...
قلت لزملائي الطلبة أن التجربة العشوائية هي التجربة التي يمكن توقع نتائجها قبل إجرائها ولكن لا يمكن تحديد النتيجة بدقة إلا بعد إجرائها..
أعطيتهم مثال: رمي حجر النرد وستكون نتيجة الرمية قبل إجرائها من " 1 إلى 6" وهذه تجربة عشوائية
أما سحب بطاقة حمراء من عدة بطاقات حمراء ليست عشوائية لأن النتيجة معروفة سلفاً .
وطلبت منهم أن يذكروا أمثلة على التجارب العشوائية، فقال الأول:

- مباراة كرة القدم هي تجربة عشوائية لأن نتائجها قبل إجرائها إما فوز أو تعادل أو خسارة.
وقال الثاني:
- توقع المولود تجربة عشوائية، لأن المولود قد يكون ذكراً أو أنثى!
أما الثالث فقال لي:
- الانتخابات في بلادنا!
فقلت له: خطأ!!!!
فقال لي: الانتخابات لا يمكن معرفة نتائجها إلا بعد فرز الصناديق!
فقلت له:
الانتخابات في كوكبنا معروفة النتائج قبل 50 عاماً وأكثرْ!
وما هي إلا ساعات، حتى نام الفصل بكامله في السجن والمعلم مصيره مجهول حتى اللحظة!




م.علاء زايد فارس
30/4/2015
مذكرات مجنورابي