[align=justify]
منذ يومين وأنا في حالة ذهول على غضب ممزوج بشعور الخواء والإحساس بأني منتهكة
فقدت حقيبتي ..سرقت مني
والحقيبة في شمال أميركا هي كل شيء لأننا نحمل في داخلها كل شيء
بطاقات المصرف الائتمانية والبطاقات الشخصية والبيانات والتأمين الصحي إلخ..ناهيك عن أشياء تكون بسيطة لكنها عزيزة جداً وخاصة جداً وتعني لنا الكثير..
لم يهتم أحد والشرطة طلبتها مرات وحين قلت له أنت مجبر فإن ارتكب أحدهم جريمة ورمى بطاقة تخصني أغدو أنا المسؤولة عن الجريمة.. نعم أتى متثاقلاً وكأنه لم يأت!! ..
لا شيء مطلقاً حدث..
كان يوم الجمعة تلاه عطلة نهاية الأسبوع حيث تغلق المؤسسات الحكومية ولسوء حظي غداً الاثنين أيضاً عطلة ( عيد الملكة ) .
ما زلت أشعر بالرعب.. بالخواء .. بالانتهاك .. وبالقهر...
لو حصل أي شيء ليس معي ما يثبت شخصيتي .. لو انتابني أي طارئ صحي لا أستطيع الذهاب إلى المستشفى..
بطاقة الائتمان المصرفي التي يمكن أن تخرب البيوت وبيد من وقعت..
كل بطاقة استخراج البديل عنها يكلف مبلغا ..
علبة فضية صغيرة أحتفظ بها منذ كنت في العاشرة من عمري..
خاتم ذهب وأيقونة عليها اسم الله ..
صور عزيزة لأمي..
صور عائلية أخرى..
فحوص .. تحاليل .. تحويلات طبية .. وصفات أدوية ..
الحقيبة في هذه البلاد هي البيت الحقيقي .. البيت الخاص ..
لم يتصل بي أحد .. لم يهتم أحد .. من أخذ محفظتي لم يراجع نفسه..
لم يفكر كم من المتاعب والألم جرّ عليّ..
لعله يعبث بأغراضي ويضحك يرمي هذه ويحتفظ بتلك..
يرمي ما أهميته في مشاعري وإنسانيتي أغلى من الأموال..
أنا الآن بلا وجود .. بلا شخصية .. بلا أوراق ثبوتية .. فهل؟
هل ما زلت أنا .. أنا؟؟!
[/align]