الأستاذة الأديبة هدى نور الدين الخطيب
سيداتي سادتي
لن اقدح زناد فكري باحثا عن مصطلحات تبقى في الاطار النظري البحت ؛ وطالما أن القرآن للجميع
وليس لمن لبسوا لباس الدين واحتكروا التأويل وصاروا على الناس اوصياء بل على الدين نفسه !
الله سبحانه وتعالى قال لنبيه الكريم " إنما يسرناه بلسانك " واختار رب العباد " لهجة قريش " العربية
لأن معظم العرب أجمعت على أن لسان قريش تفهمه معظم أبناء القبائل في الصحراء والحضر ؛ وحينما كانت
الآيات تُتلى كانت تُفهم وتُعرف مراميها وأبعادها وما كانت تحتاج إلى متخصص كاشف لأسرار لغة كان يفهمها من الرضيع
حتى المتوكئ على سنواته التسعين ؛ واستغربنا انه وبعد قرنين من الزمن دين العرب بدا الحديث عن القرآن وعلومه
فأطنب ابناء الدين من غير العرب في التبحر في اللغة اصطلاحات وابعاد ظواهر وبواطن حتى صار أبناء
اللغة من العرب انفسهم يحتاجون في عصر دولة العرب ( أقصد الدولة الأموية ) إلى 17 فقيها أعجميا من أصل 23
فقيها حكيما ليحكموا ويقاضوا !
هل نريد الخلق والإبداع والأفكار الخلاقة أم جمال اللغة عروضا وقواعد وانشاء وتبحر وغوص في الأعماق ومعظمنا ( أي معظم الشعب )
لا يجيدون الغوص في اللغة مثلي ! إلا إن كنا نبحث عن قارئ بمستوى الكاتب ، نبحث عن قارئ يستعين بمُنجّم حتى يفهم سريرة ما " ومض " في لحظة ما في عقل الكاتب ! وهذا شيء آخر ولكن .. باعتقادي المتواضع لن يترك
هذا الفن - إن اعتبرناه كذلك - أي بصمة في تاريخ المجتمعات في حين أننا نرى وعلى شعاع مجتمعي واسع وعميق أن معظم الناس تحفظ – على سبيل المثال - حتى روايات وقصص البريطانية أغاثا كريستي
· والروسي تشيخوف .. ولن أتحدث لا عن تامر حسني ولا غادة السمان أو حنا مينا ولا إحسان عبد القدوس وغيرهم ممن حفروا قصصهم في قلوب وذاكرة مجتمعاتنا العربية .
· مع احترامي لوجهات النظر ولمحبي هذا الشكل من القص إن كنا نسميه أيضا كذلك أعتبر أن معظم ما قرأته من قصص تتعدى المئات يقال انها " جدا قصيرة " لم استمتع ولم اتأثر ولم تُحفر فكرة أو عبرة في عقلي على الاطلاق .. اتحدث معكم بصدق فأنا ابن " الديوان " منذ صغيري بين القصاصين الذين كانوا يسحرونني حينما يروون قصص لهما معنى تتناول الخير الشجاعة الكرم المروءة الوفاء الإثار والكثير الكثير من العبر وكما سحرني في صغري
· أيضا محمد حسين هيكل واحسان عبد القدوس مع العلم وحتى لا أدخل في المزايدة على التواضع أقول باستطاعتي كتابة قصة كل يوم على وزن هذا النمط ولكنه بصراحة لا يستهويني شخصيا والناس فيما يعشقون ...
تحيتي احترامي مودتي والسلام