[رشيد الميموني]

[frame="15 10"][frame="10 98"]إلى والدي رحمه الله .. أربع سنوات على الرحيل
23/5/2011
23/5/2015
================================

عشية الذكرى
(1)
الثالث والعشرون من ماي
يوم من أيام أيار الزاهي
لم يكن ذالك اليوم زاهيا
وكنت هناك على وشك الإقلاع
عائدا صوب الحمامة
عندما رن الهاتف
ليعلن شيئا ما ..
ليخبرني عن حدث ما ..
لتغمرني سحابة قاتمة
وتلفني هالة سوداء
فتحجب عني الرؤية
وأهرع إليك بين الدروب
وقلبي يسبقني إليك
وروحي تثب إليك
وكأن أيد خفية ستخطفك مني
وتغيبك عني
وكنت هناك مسجى
لم ترد السلام
ولم تبتسم
لكني سمعت تحيتك
تتناهى إلى مسامعي بوضوح
وبسمتك تقول لي
إنك في انتظاري
أعرضت عن كل نحيب
ينعيك من حولي
وأصممت أذني
عن كل ولولة تمزقني
ولم تعد عيناي تريان سواك
أمامي مسجى
مشرقة محياك
هادئة ملامحك
تنتظرني لننطلق من جديد
هناك بين الوديان
فوق الربى ، عبر المروج
(2)
- أرجوك تمهل قليلا
فلا طاقة لي بصعود الجبال
فتجيب بحكمتك :
- "العقبة" لا يعرف مسالكها
إلا "الشارف " أو "التالف"
أو "العارف"
فاأضحك لاهثا
وأجلس إلى جانبك
متأملا تارة الوادي السحيق
وتارة عينيك الدامعتين دوما
وأنفك .. وصدغك
فأتوق لقبلة على رأسك
وقبلة على خدك ..
وأخرى على جبينك ..
أريد أن أغمرك قبلات ..
أريد أن أنصهر فيك وأكون أنت
أريد أن تردد الجبال
صدى صيحاتي
ونبض قلبي وروحي
الهاتفين بحب أزلي
وعشق أبدي ..
(3)
ننهض لنتابع المسير
لنجوب القبائل والمداشر
فألمس مدى الحب في العيون
ومدى العرفان في القلوب
فأحبك أكثر
وأعشقك أكثر
(4)
شهر ماي .. شهر أيار
خزان الذكريات
أتنتظر أن أحتفل ؟
ألا تخجل ؟ ألا ترعوي ؟
أيرضيك أن أحتفل دامعا
والأربع سنوات قد محت
كل فرح وكل بهجة ؟
ما عدت يا ماي شهر الاحتفال
وما عاد أسبوعك الأخير
يمني نفسي بالآمال
باهتة ذكراي
حزينة ذكراك ..
وأنت هناك بين الجبال
حيث كرامة ابن راشد
وبركة السيدة الحرة ..
(5)
فلتنم قرير العين
فأنا في الطريق إليك
لنعيد الذكرى
وننطلق من جديد .[/frame][/frame]