[نصيرة تختوخ]

صديقتي العزيزة الأديبة هدى،
هي وقفة مفيدة أمام واقع مؤلم ومُربك، ذاك أن كثيرا من الأمور اختلطت في أذهان الناس وظواهرا سلبية جديدة أصبحت تزيد المشاكل والهشاشة استفحالا.
في عصر يتيح التعمق في البحث ونشر المعلومة ويدعم التعلم نرى سوء الاستخدام لوسائل الإعلام والتواصل لزيادة السلبية والتدمير فنرى الأفكار والسلوكيات والإشاعات الخاطئة تستنسخ وتنشر وتدعم وعوض الحض على التفكير والتميز والنقد يتم تكريس انتشار عقلية القطيع.
كم كثر الوعاظ وكثرت الأدعية والتخويف والتكفير والتجريم وتجاوز وظائف الإنسان في الحياة إلى تحضيره لما بعد الموت. بلدان إسلامية التي كانت تعرف التكافل وقيمة الجار وصلة ذي القرب كانت تتعايش فيها أعراق وديانات مختلفة تهنئ بعضها في الأعياد وتدعم بعضها في الأحزان أصبح الدمار فيها على أشده والمواطن للمواطن عدو وكأن واجب الإنسان على الأرض ليس الإعمار بل التخريب.
من المؤكد أن هناك مخططات شريرة وأن غنى الأرض العربية بما تختزنه أرضها وموقعها الاستراتيجي يجعلها مستهدفة ومركز جذب لكن أين هو العقل العربي؟ مالذي تفعله النخب؟ أين هي الشموع وسط الظلام أم أن الشموع أصبحت تساهم في زيادة الحرائق تأجيجا أو تكتفي بإضاءة وجوه أصحابها ليروها بنرجسية في المرايا؟
الكبوة الحالية تحتاج لجهود كثيرة والتخبط الذي تتعدد أسبابه لن تعالجه البكائيات بل نهضة العقل وتضافر الجهود لبناء المستقبل على أساس أن الإنسان يعمل كي يكون الغد أفضل وأن يكون مروره على الأرض إيجابيا لاسلبيا وهدّامًا.
تحياتي وأماني الطيبة