[فهيم رياض]

في لحظة استرخاء و رغبة مني في الترويح عن النفس كعادتي كل صباح قبل
تناول الفطور والتوجه إلى العمل ؛ ضبطت جهاز الإستقبال على القناة المسماة
على # أعداء النبي موسى عليه السلام# فتصادفت مع برنامج لكبير هذه القناة
مع صحفية جالسة قبالته لتسييرها زعما وكان من بين النقاط التي تم تناولها في
تلك الحصة # مايجري في القدس من إقتحامات وانتهاكات و اعتداءات # وكان
جوابه عبارة عن توضيحات موجهة إلى الغيورين على دينهم وأعراضهم وأراضيهم
وفي مقدمها الأقصى ومما تحفنا به صاحبنا الجهبيد، أن اليهود لم يقتحموا الأقصى و
إنما ساحته فقط أو ما يسمى بـ#باحة الأقصى # التي لهم فيها النصف يعني هذه الساحة
تقسم إلى نصفين: النصف الأول يعود للعرب وهو لم يتم إنتهاكه و النصف الثاني وهو من
حق اليهود ولما دخلوه رفض الفلسطينيون ذلك، وأن المسجد المقتحم فهو المسجد المسمى
بأحد ملوك بني مروان الأمويين وليس الأقصى.
طبعا في غفلة مني ضحكت كأنني سمعت نكتة وذكرني كلامه أولا بدرس المضاف و
المضاف إليه الذي تناولناه في الطور الإبتدائي وثانيا بقصة رجل ديوث أخبره الناس
بخيانة زوجته مع رجل غيره فكذبهم واتهمهم بقذف أهله بما ليس فيهم، ولمأ أخذوه
ليرى بأم عينيه ما يجري وجد عشيق زوجته يضاجعها في موضع غير القبل، فالتفت
هذا الزوج إلى الناس وقال لهم أتقوا الله يا مفترين، إنما الزنا يكون عندما يلج الدلو
في البئر.
لكن سرعان ما تخطفني الهلع لمأ تذكرت أن بعض الكلاب المدربة تدريبا جيدا لا تنبح
إلا بأمر من أسيادها وأن ما يتفوهون به ما هو في الحقيقة إلا أوامر تعطى لهم كل
صباح من قبل أصحاب الفخامة والمعالي، وأدركت بالنتيجة أن ما يجري في القدس
أمر مدبر ومبيت و مرخص به لنتنياهو من قبل قادة دول الجوار الحسن : السلطة
الفلسطينية، مصر والأردن وهو يندرج ضمن سلسلة من الإجراءات
لتحقيق ما يسمى بالحل النهائي للقضية الفلسطينية بتلبية كل مطالب الصهاينة دون
إستثناء بداية من تبريد الساحة من أية مقاومة خاصة في غزة بمحاصرتها بالجند
والملح الأجاج وغلق المنافذ و في حال الاقتضاء القضاء عليها بقوة السلاح
وانتهاءا بالقدس . و نتنياهو الآن مطالب باغتنام فرصة تواجد عبد الله و السيسي
و أبي مازن لتحقيق أهدافه بشكل كامل ونهائي مقابل تحقيق هدف هؤلاء الوحيد
المتمثل في إنهاء شيئ إسمه القضية الفلسطينية التي تتسبب لهم في الإرهاب .