[align=justify]هل أعتذر لك عن غيابي الطويل تاركة أوراقي لك يأكلها الغبار أم تعتذر لي أنت على رحيلك المفجع الذي ما زلت أعاني سكراته؟؟!!..
قالوا – مات – أخبروني أنك في عداد الموتى - ومن قال أننا لا نغضب من الموتى على موتهم؟!
عاجزة أنا يا صديقي الأزلي عن فك طلاسم الموت والحياة!..
قرعت باب القبور باحثة عن أنايَ لأزيح عنها التراب.. راجية في ظل يأس مرير أن يفتح لي باب .. أي باب! ..
اخترقت كل زوايا الفقاعات الفيزيائية يلفني الصقيع قارعة على أوتار الزمن الدافئ أبحث عنك وعن أمي وعن كل من أحببتهم وأحبوني أكثر مني في كل العوالم المتوازية .. بحثت طويلاً .. بحثت كثيراً ... لم يتعرف عليّ أي طلعت منهم في تلك العوالم المتوازية ولم أتعرف على الأحبة في كل تلك المرايا المقعرة الأبعاد!!
وهي – نسختي الأخرى - كانت لي بالمرصاد – حين سمعتُ صوتك هناك تقرض الشعر وتلقيه – هناك- سجدت شكراً - صدتني هدى التي هناك ودعتني للرحيل عن عالمها!!
رجوتها أن تتركني برهة أجلس في المقعد الخلفي أحضر أمسيتك .. توسلت لها ..
لكنها كانت قاسية .. خافت على دفئها من صقيعي ومن رياح حزني أن تعبث بأوراقها..
طردتني إلى حيث البرد والصقيع..
حاولت اختراق جدار الزمن لعلي أعود إلى ماضٍ جميل ما زال فيه الطقس ربيعياً والنجوم تتلألأ في كبد السماء – لكن – رياح الزمكان كانت أقوى من احتمال جسدي المتعب ، قذفت بي رياحه بعيداً ورمتني في صحراء قاحلة حيث لا ماء ولا هواء ولا نجوم ... سرت طويلاً على غير هدى حتى وصلت إلى بيتي الموحش البارد..
عدت هنا أفرد صفحات التراب علني أعثر بين ذراته على أمل يعيد لي هداي ويعيدني إلى الحياة..
كان هديل الحمام خلف نافذتي شجياً حزيناً وأنا ما زلت في عنق الزجاجة سجينة لا أنا هنا ولا هناك..
سألت الحزن عن دمعي متى يجف ولم ألق منه جواب!..
حدثني الحزن عني .. عن أن الموت هو الحقيقة الوحيدة في كل العوالم والأبعاد والأزمان وأن الحياة هي السراب...
[/align]