[align=justify]
أول آيات القرآن الكريم التي نزلت على نبينا صلى الله عليه وسلم كانت آيات الأمر بالقراءة في سورة العلق وأول كلمة كانت " اقرأ " ، قال تعالى:
سورة العلق :
{ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ{1} خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ{2} اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ{3} الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ{4} عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ{5} }
في سورة الرحمن:
{الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الْإِنسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ } 1 - 4
{فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ } يونس94
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }النحل43- الأنبياء 7
ويقول سبحانه:
{وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ } النحل89
إذاً الكتابة والقراءة صلب الأمانة التي كلّف الله بها الإنسان وميزه بها عن بقية خلقه ، وهنا يرتكز مفهوم الأمانة التي حملها الإنسان بينما عجزت السموات والأرض عن حملها وأشفقت على نفسها من ثقلها:
{فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَ}
القلم عقيدة وفكر وتنوير ومسؤولية في تمييز الخير من الشر والحث على القيم الإنسانية والوطنية وترسيخها في العقول فكل ثورة تحرر وطني بدأت بكلمة واستقت شعلتها من فكر قادها وأثّر بها ..
الكفاح الوطني لا تظهر عظمته وأهميته دون فكر يسلط الضوء عليه وينير له السبيل..
الخيانة والعمالة ، لا يظهر قبحهما واعوجاجهما إلا بالفكر الذي يسلط الضوء على قبحهما ويحذر النشء من الوقوع في المصائد التي تؤدي إليهما...
وإن كانت الكتابة هي الآلية ، وقد تكون نقل أو تدوين أو توثيق أو حتى تقليد ، فالأدب هو التخصص الذي يعتمد على الخلق والابتكار والإبداع والبصمة التي تميز بين كاتب وكاتب آخر.
الأدب كما نعرف جميعاً هو أحد أهم أدوات التعبير الإنساني الراقي عن العواطف والأفكار والآراء والهواجس والمخاوف والطموحات ويختلف الكاتب عن الأديب بقدر رقي أساليبه الإبداعية ومواهبه في فنون النثر المنظوم وأو السردي إلخ..
ولهذا لقب الأدب ينطوي معناه على السمو والرفعة والأخلاق الكريمة ، فعصور الانحطاط تعرف من انحطاط فكر كتّابها وازدياد الفوضى الفكرية والأقلام الرخيصة والمأجورة والسطحية يسنهم والذي يكون سببا ونتيجة في آن لما تمر به الأمم في عصور انحطاطها ، فيما يقل عدد الأقلام السامية التي تجاهد في إظهار السلبيات وتؤسس لمرحلة الخروج من هذه العتمة إلخ..
يمر الزمان وتتوالى العصور ويبقى الأدب يحدّث الأجيال القادمة والدارسين عن الزمن الذي عاشه هذا الأديب بقدر عمق وأهمية الرسالة التي تركها كما أن مثل هذا الأدب يعتبر أهم آليات الحفاظ على الثقافة الوطنية ولغة الأمّة والحفاظ عليها..
من عصر النقش على الحجارة والبرديات إلى الورق والكتب وحتى عصر التكنولوجيا وما سيتبعه من تطور ، نستقي وسنظل أخبار الأزمنة والعصور والأمم وتطور المجتمعات وتأريخها وفهمها من خلال ما يتركه لنا الكتّاب المهرة والأدباء المتميزون ضمن أشكال الأدب وتجلياته..
لطول خضوعنا كعرب للاستعمار وما تلاه مما هو أسوأ من الاستعمار المباشر وطول عجز شعوب هذه الأمّة التي كانت ذات يوم أساس الحضارة من التقدم إلى الأمام ، سيطر الفكر الاستعماري واكتفى المطورون في كافة المجالات من تقليده والخلاّقون من الهجرة إليه بدل الجمود الذي يسود فيما بقي الفكر السائد في كل المجالات يخاف التغيير ويرفضه خصوصاً في عالم الأدب وإن بحجة الحفاظ على الثقافة والتراث وعدم التغريب – وهذا – حق أريد به باطل، وجمود ساد كل شيء تقريباً وانعكس سلباً.
إن تكن أوروبا في تطورها وأوج ازدهارها أسست لمدارس ومذاهب أدبية ، فأدبنا العربي يعتبر بشكل عام أدب تعليمي تقليدي محافظ على أسلوبية التعبير التي لم تحد إلا نادراً عن خطواتها العريضة ، جعلت من العسير على الدارس الأدبي إيجاد مذاهب ومدارس عربية لها حركتها ولونها ومصبها..
على سبيل المثال نجد الاتجاه الواقعي هو الوحيد الكامل المتكامل – منذ الجاهلية وحتى اليوم - – الرومانسية في الأدب العربي - جاءت تقليد للمدرسة الغربية أو خليط من الرومانسية والكلاسيكية – وهذه اليوم - ربما - بدأت تأخذ دورها وتتبلور إلى حد ما.
قلّة هم المبدعون المبتكرون الذين فعلاً استطاعوا بشجاعة وفروسية شق الطريق أمام التجديد والتجريب والابتكار ، ورواداً في إنشاء هوية خاصة بهم والتأسيس لمذهب عربي جديد – كالفرس العربي – يحمل الهوية والبصمة العربية في ابتكاراته...
وأنا وأنتم هنا اليوم – لنبدأ بحثنا - ندرس المدرسة السقيرقية ...
مدرسة طلعت سقيرق الأدبية
---------هو بلا شك صاحب مدرسة أدبية ---------
طلعت سقيرق أحجية أدبية لم تفسر بعد، فهل يكون لنا شرف البحث في هذه المدرسة ومذهب هذا الأديب الموسوعي الفذ ؟؟
دعونا نبدأ خطوة خطوة ، ولكن اسمحوا لي كبداية أن أضع بين أيديكم هذه المادة عن الشاعر طلعت سقيرق في عام 2007 بعنوان:
((الشاعر طلعت سقيرق والرومانسية في الشعر العربي الحديث ))
وكنت نشرتها في نور الأب على هذا الرابط: [/align]
http://www.nooreladab.com/vb/showthread.php?t=272