ديكُ الجنِّ في حانات اللُّجوء
ديكُ الجنِّ في حانات اللُّجوء
شعر : رائد حسين عيد
غريبٌ وهل للغريبِ وجودُ ؟
فلا النَّاسُ ناسٌ ولا العيدُ عيدُ
تمرُّ العيونُ عليهِ مِراراً
ولا قلبَ من حزنهِ يستزيدُ
دعيهِ لأحزانهِ واستريحي
فحزنُ الغريبِ الملاذُ الوحيدُ
*
أنا يا فتاتي استعرْتُ شفاهي
فلا يوهمنَّكِ هذا النشيدُ
فلا الوجهُ وجهي ولا الصوتُ صوتي
وحبري دمٌ ورجائي بعيدُ
أرى النَّاسَ حولي وهم لا يروني
وأصرخُ لكنَّ صمتي يزيدُ
أحاولُ أن أستردَّ وجودي
وهيهاتَ أن يُستردَّ الفقيدُ
أحاولُ أن أستردَّ حياتي
من الوهمِ لكنَّ موتي أكيدُ
غريبٌ أنا .. مدني أنكرتني
وكلُّ المنازلِ عنِّي تحيدُ
وتهربُ منِّي العصافيرُ خوفاً
وتجفلُ إمَّا رأتني الورودُ
أنا يا دمشقُ سقيتكِ حقدي
فمِتُّ بحقدي .. كذاكَ الحقودُ !
طعنتُكِ في الظَّهرِ ألفاً فماتت
بوجهي المروءةُ ألفاً تزيدُ
وحسبي من الموتِ أنِّي غريبٌ
وحسبي من الذلِّ أنِّي شريدُ
*
لمن يا دمشقُ سأكتبُ شعراً ؟
وكلُّ الجمالِ إليكِ يعودُ !
وكلُّ العواصمِ بعدكِ عهرٌ
قوامٌ ثقيلٌ وسعرٌ زهيدُ
"قحابٌ " تبيعُ حليبَ ضناها
وفي كلِّ صبْحٍ "زبونٌ " جديدُ
لمن يا دمشقُ سأكتبُ شعراً ؟
وهل أنتِ إلَّا الحبيبُ الوحيدُ !
أنا في الغيابِ فقدتُ كياني
وما عدتُ أعرفُ ماذا أريدُ
فقدتُ مكاني فقدتُ زماني
فلا شيءَ غيركِ عندي أكيدُ
حبيبةَ عمري خذيني إليكِ
فعمري غبارٌ وقلبي جليدُ
لمن يا دمشقُ سأكتبُ شعراً ؟
وكلُّ ملوكِ الزَّمانِ عبيدُ
وأتفهُ ما في الرِّجالِ العقولُ
وأثمنُ ما في النِّساءِ النُّهودُ
لمن يادمشقُ سأكتبُ شعراً ؟
وبنتُ السَّلامِ سباها اليهودُ !
تموتُ كرامتُنا كلَّ يومٍ
ونحنُ الجناةُ ونحنُ الشُّهودُ
لمن يا دمشقُ سأكتبُ شعراً ؟
زمانٌ عقيمٌ وشعبٌ بليدُ !
فلسطينُ يا أتفهَ الخلق ضاعت
أما آن عن غيِّكم أن تعودوا ؟!
المتقارب
نور الأدب (تعليقات الفيسبوك)
|