عرض مشاركة واحدة
قديم 16 / 10 / 2015, 15 : 09 PM   رقم المشاركة : [3]
د. رجاء بنحيدا
عضو الهيئة الإدارية / مشرف عام على المنتديات والأقسام

 





د. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond reputeد. رجاء بنحيدا has a reputation beyond repute

بيانات موقعي

اصدار المنتدى: المغرب

رد: الوفاء بالمعنى وبالإيقاع في شعر طلعت سقيرق / التكرار-1-

من قصيدة : أشجار الضفة
من لم يعرفْ بعدُ شوارعَ حيفا
من لم يعرف بعدُ أزقةَ عكا
فليدخلْ في عظمي
وليدخلْ في لحمي ..

ومن قصيدة :فلسطيني
فهزي سدّة الميلاد
هزي صرخة الأعياد ِ
هزي كل ما في القلب من نبض ٍ
وهزيني
....
........
صباح الخير يا وطنا له الشمس ُ
صباح الخير يا أعلى ويا أحلى ..
صباح الخير يا وطنا

* *
* *
هو تكرار يجنح بالكلمة أو بالتركيب إلى احتلال صدارة البيت أو الوحدة الشعرية( anaphore)بشكل متواتر ، ويعتبر في رأي ج . مولينو J. Molino و Tamine. J.ج . تامين عاملا من عوامل الربط النظمي ، إذ غالبا ما يصاحب بالتوازي -1-
فتصبح الكلمة المكررة على رأس الجملة عامل ربط وترابط وتأكيد ،وترجيعا إيقاعيا للإصرار والتنبيه .. فللكلمة المكررة وقع على الذات المتلقية من ناحية المعنى حتى يمسك المتلقي بعناصرها وبأنساقها المنظمة لها ، ويتهيأ لتلقي الكلمة المكملة للمعنى والترديد الصوتي ..
فالتكرار يمنح للكلمة .. قوة وصدى وللمعنى دقة ومدى .. وللإيقاع .. تساويا نظميا وعروضيا .
ومن قصيدة: وطني ويا أحلى صباح
في ساحةِ الغضبِ الحجرْ ..
في ساحةِ اللهب الحجرْ
أثر حاد جميل الوقع ، على الإيقاع والدلالة والبصر، وكيف لا ؟! وهو يحفز المتلقي على إدراك تواز للصيغ الصرفية وتماثل بناياتها العروضية، وتطابق أصواتها .
تجانس صوتي و تجانس شكلي ، من خلال تريد لبنية نحوية في سياق لا تكلف فيه ولا مشقة ..


أتقدمُ يتأخر خطواتْ
أتأخر يتقدم خطواتْ
أشهدُ أنْ لا ..
يرفضُ أنْ لا ..
يشهد أن لا ..
أرفض أن لا .. (من قصيدة لا يشبهني)

من التركيب يحلق القارئ في عالم الصور التي تتوالد من نفي وتكثيف وإثبات .. إتباث عدم الخضوع والخنوع ، إثبات صفات البقاء والقوة .

من ضلعِ الحجرِ الواقفِ ينهضُ
يتوحدُ بأصابعِ طفلٍ
ينهضُ
ينهضُ
ينهضُ ..
كلُّ المدنِ الحبلى تنهضُ
تنهضُ
والدبكةُ تنهضُ
والموال الأخضرُ ينهضُ
تموزُ يوحّدُ جسمَ الأرضِ وينهضُ
والجثةُ تغتسلُ بماءِ القلبِ وتنهضُ
من عتمتها تنهضُ .. تنهضُ ..
كلُّ الأرضِ نشيدٌ واحدْ
نمضي .. نمضي .. ننهضُ .. نمضي ..
لا نتردد .. نمضي .. نمضي ..
لا نترددُ .. لا نترددُ ..
زهرةَ برقوقٍ حمراءْ ..
غابةَ زيتونٍ خضراءْ
غابةَ
زيتونٍ خضراءْ

نفي يعقبه إثبات ( تنهض ، نمضي ، ننهض ، لا نتردد .. ) بترجيع صوتي وإيقاعي فيه من القوة والعزم والإباء والارتباط القوي بالوطن ..
وقد كان دور التكرار واضحا في نقل إحساس إلغاء النفي بإلغاء التشتت والتفرقة وتأكيد الرجوع إلى نبع واحد ، وبطن واحد ، وبذا يتحول النفي إلى لا نفي ...

الجثةُ في كلَّ الأبوابْ
نتبادلُ طلقَ رصاصتنا
ونشدُّ على جرحٍ واحدْ
ونعودُ إلى بطنٍ واحدْ
نهرٍ واحدْ ..
ظلٍ واحدْ ..2-

تشابه حميم بين الصوت والمعنى ، بين الإيقاع والفكرة ، تولد عنه ترجيع لصدى الإثبات ، وتأكيدٌ لتلاشي الظل المتعدد .. في ظل واحد ..تتلهف إليه روح الشاعر ، ونتلهف إليه لاقتناص ماوراءه من معنى ... واحدٍ وحقيقي .

-
-

: ( J. Molino و Tamine.J
Introduction à l'analyse linguistique de la poésie ) Paris ( 58/1982/p -187
2-قصيدة ... ( لا يشبهني )
أسقط عندَ المرآةِ
وأمضي ما بينَ المرآةِ .. وبيني
أتسلق جدرانَ الصمتِ وأهوي
ما بينَ المرآةِ وبيني ..
يشبهني ظلي ..
لا يشبهني ظلي ..
أتبسم يبكي وجهي في المرآةْ
أتألم حتى أعماقي ..
يضحك وجهي في المرآةْ ..
أتقدمُ يتأخر خطواتْ
أتأخر يتقدم خطواتْ
أشهدُ أنْ لا ..
يرفضُ أنْ لا ..
يشهد أن لا ..
أرفض أن لا ..
ومساحات الطحلب حبلى
تكبر .. تكبر .. ترجع حبلى ..
/ عند الحد الفاصل ما بين ملامحنا
يظهر جليات النائم خلف السنواتْ
من بينِ الأشجارِ يمد يديه ويبكي
يتقيأ .. يبكي ..
يحكي عن جلدِ الأرضِ
وجذر الأرضِ
ويرحل يرحل في السنواتْ /
عند الحد الفاصل ما بين أصابعنا
والسكينْ ..
عند الحد الفاصل ما بين رصاصتنا
وحدودِ الجثةِ حين تنام على ضلعٍ
من طينْ
عند الحد الفاصلِ .. والواصلِ
ما بينَ الجثةِ والمرآةِ .. وجلياتْ
وقفتْ حيفا ..
والشاطئُ ماتْ ..
* * *
قابيلُ على كلِ الأبوابْ
يتجولُّ في كلِ الطرقاتْ
يتداخلُ في الجثةِ
يأخذُ شكلَ القاتلِ والمقتولْ
يشعل لغةً أخرى
يركض في الشارعِ
يكسر كلَ ضلوعِ الأمطارْ
هابيل القاتل والمقتولْ
قابيل القاتل والمقتولْ
والجثة عاريةٌ من كل فصولِ شهادتها
الجثة حافية القدمينْ
عندَ الحدَّ الفاصلِ ما بينَ الظلينْ
لم تدخلْ تاريخَ الأشجارْ
لم تحفظ في القلبِ الأشعارْ
عند ركام الليل انشلحتْ
لم تدخل غابةَ زيتونٍ
لم تكتب دمها عشقاً فوق جدارْ
الجثةُ مفرغةٌ من معناها
القاتلُ يطلقُ
والمقتولُ ينامُ على زنديهْ
القاتلُ يطلقُ نحوَ القلبِ
ويهوي ..
الجثةُ في كلَّ الأبوابْ
نتبادلُ طلقَ رصاصتنا
ونشدُّ على جرحٍ واحدْ
ونعودُ إلى بطنٍ واحدْ
نهرٍ واحدْ ..
ظلٍ واحدْ ..
والجثة لم تكمل مشوارَ الحب إلى عكا
لم تكمل مشوار صباحاتِ الخيرِ إلى
يافا
لم تدخل في البرقوقِ المنتشرِ على
صدر نهارْ
جثة قابيلَ وهابيلَ اندلعتْ
من تابوتٍ واحدْ ..
في تابوتٍ واحدْ ..
لم نكمل بعد قصائدنا ..
ما زلنا ننتظر الأمطارْ
فارغة خطوات المشوارْ
لم نرسل خيمتنا حتى رئةِ الشمسِ
ولمْ ..
ندخل في لغة الأزهارْ
لم نفهم سرَ الدبكةِ والموالِ الأخضرِ
فينا
لم نحفر كي نبحثَ عن ضلعِ أغانينا
عن زهرةِ برقوقٍ حمراءْ
عن نبعِ الماءْ
لم نفهمْ بعدُ لماذا كسرتْ عكا
غازيها
ولماذا ضربتْ بحجارتها
والصدرِ العاري راميها ..
وانتصرتْ عكا
لم نفهمْ
فمشينا كي نحرقَ دمَنا
قابيل يعودْ ..
قابيل القاتل والمقتولْ ..
والجرحُ يطولْ ..
* * *
يا حبةَ قمحٍ منسيهْ
يا دفقةَ نورْ
للشمسِ ربيعٌ وهويهْ
للشمسِ زهورْ
لم نكملْ بعدُ قصائدنا
لم نغلق بعد أصابعنا
حيفا واقفةٌ عندَ البابْ
من طلقةِ حجرٍ تتجددْ
من صرخةِ طفلٍ تتمردْ
تنزاحُ العتمةُ عن شاطئنا
ينهضُ جلياتُ الغائمُ
من حجرٍ
من ضلعِ الحجرِ الواقفِ ينهضُ
يتوحدُ بأصابعِ طفلٍ
ينهضُ
ينهضُ
ينهضُ ..
كلُّ المدنِ الحبلى تنهضُ
تنهضُ
والدبكةُ تنهضُ
والموال الأخضرُ ينهضُ
تموزُ يوحّدُ جسمَ الأرضِ وينهضُ
والجثةُ تغتسلُ بماءِ القلبِ وتنهضُ
من عتمتها تنهضُ .. تنهضُ ..
كلُّ الأرضِ نشيدٌ واحدْ
نمضي .. نمضي .. ننهضُ .. نمضي ..
لا نتردد .. نمضي .. نمضي ..
لا نترددُ .. لا نترددُ ..
زهرةَ برقوقٍ حمراءْ ..
غابةَ زيتونٍ خضراءْ
غابةَ
زيتونٍ خضراءْ ..
- يتبع -
د. رجاء بنحيدا غير متصل   رد مع اقتباس